عاشت العملة السورية في شهر شباط أسوء أيامها منذ انهيار الليرة السابق المترافق مع قانون قيصر خلال العام الماضي. وقد وصل سعر صرف الدولار خلال هذه الفترة إلى أرقام غير مسبوقة متجاوزاً في نهاية الشهر 3700 ليرة للدولار الواحد.
انهيار الليرة مع بداية الشهر:
بدأ شباط وكان سعر صرف الدولار قد تجاوز حديثاً حدود ال 3000 ليرة للمرة الأولى منذ حزيران 2020. وقد علم السوريون جيداً حينها أن تجاوز 3000 ليرة للدولار الواحد هو بمثابة دق ناقوس الخطر. وكان سعر صرف الدولار في 1 شباط يساوي 3030 ليرة.
لم تكد أن تمر 4 أيام من شباط حتى وصل سعر صرف الدولار إلى 3100 ليرة، وقد أدرك الجميع حينها أن تجاوز حاجز ال 3000 كان بالفعل أمر ذو خطورة عالياً، لكن الحكومة التزمت الصمت في هذه الفترة.
مع نهاية الأسبوع الأول من الشهر تفاجئ الجميع بالقانون الجديد الذي أثار الجدل وكان بمثابة دلالة قوية بأن الأمور باشرت بالخروج عن السيطرة: ادفع 8000 دولار أو اخسر أملاكك وأملاك أقاربك… آخر أوراق الحكومة لجني العملة الصعبة. وقد رافق ذلك جنون في أسعار السلع والمواد الغذائية مع ملامسة سعر صرف الدولار حاجز 3200 ليرة.
بعد وصول سعر صرف الدولار ل 3200 ليرة في دمشق، وضعت الحكومة نصب أعينها مكاتب وشركات الصرافة وعاشت في حالة استنفار غير مسبوقة لجمع العملة الصعبة، لكن الثمن كان أرزاق الناس. (تحدثنا عن الموضوع بالتفصيل في مقالنا هنا)
في 11 شباط وبعد أن وصل سعر صرف الدولار إلى مستويات أعلى من 3400 ليرة، شهدت الليرة تحسناً مفاجئاً لينخفض سعر صرف الدولار حوالي 100 ليرة دفعة واحدة. واستمرت الليرة بالتحرك بشكل عرضي وبشكل أكثر استقراراً خلال بضعة أيام قادمة.
في منتصف شهر شباط ومابعد:
عاد سعر الدولار للارتفاع إلى مستويات أعلى 3300 ليرة في 15 شباط.
أما في 20 شباط فقد تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 3400 ليرة مجدداً، ومن هذه النقطة بدأت الليرة بالتحرك هبوطاً بشكل أسرع وأسرع. حتى وصل الدولار إلى 3500 في 23 شباط.
ما فتئ طريق تدهور الليرة يزداد انحداراً حتى وصل سعر صرف الدولار في تداولات اليوم الأحد، آخر أيام شهر شباط، إلى 3750 ليرة في دمشق، وهو أعلى سعر للدولار أمام الليرة السورية.
ومع نهاية شهر شباط كان سعر صرف الدولار قد ارتفع بنسبة 27% أي بما يقارب 800 ليرة تقريباً.
يمكنكم الاطلاع على سعر صرف الدولار عند الإغلاق بالتفصيل من التبويبات التالية: