يعاني المواطنون في مدينة حلب، من انعدام توفر المحروقات في المدينة وتأخر وصول الإرساليات الخاصة بها أو عدم انتظام ورودها، وغلاء أسعار المتوفر منها في السوق السوداء، وذلك بالتزامن مع الانقطاع الطويل في التيار الكهربائي، وهو ما زاد من معاناة الأهالي، وأدى إلى رفع أسعار معظم خدمات القطاعات الصناعية والغذائية والنقل والزراعة بسبب غلاء التكاليف.
سعر أسطوانة الغاز 40 ألف ليرة… وانتظار المدعوم شهرين
وفي ظل الغلاء الفاحش في أسعار المحروقات، بلغ سعر تبديل أسطوانة الغاز نحو 40 ألفاً. ووصل سعرها في بعض الأحيان إلى 43 ألف ليرة بالسوق السوداء في مدينة حلب. ولا سيما خارج المناطق الشعبية.
واشتكى الكثير من المواطنين في حلب وغيرها من المحافظات. من طول فترة انتظار رسائل الحصول على الغاز المدعوم. إلى درجة باتت مخصصات كل عائلة أسطوانة غاز واحدة مدعومة بالسعر الحكومي كل 50 - 60 يوماً. بينما لا تكاد تكفي للطبخ أكثر من 20 يوماً بحسب عدد أفراد العائلة.
وقبل أزمة المحروقات الأخيرة. كان مقدار انتظار المواطنين لرسائل الغاز نحو 40 - 45 يوماً، بحسب منطقة وجود المعتمد. ولكن يضطر الناس حالياً للشراء من السوق الحر ولو بالدين. لعدم إمكانية انتظار شهر بلا غاز للطبخ.
سعر البنزين الحر 5 آلاف والمازوت 4 آلاف
وبلغ سعر ليتر البنزين الحر غير المدعوم أكثر من 5 آلاف ليرة. ويعاني الكثيرون من تأخر وصول رسائل البنزين للمشتركين بالبطاقة الذكية. حيث يصل انتظار طالبي البنزين لسياراتهم أكثر من 12 يوماً. وذلك بحسب توفر المادة ووصول الإمدادات المطلوبة إلى محطات الوقود. فيما رفعت الحكومة السورية مؤخراً أسعار البنزين أوكتان 95 إلى 2500 ليرة.
وبسبب ذلك، باتت السيارات عبئاً على صاحبيها بدلاً من أن تكون سبيلاً لرفاهيتهم. وأصبح كثير من المواطنين لا يستخدمون سياراتهم إلا للضرورات القصوى. لتجنب شراء البنزين من الأسواق حيث بلغ سعره 5500 ليرة لكل ليتر. وبالتالي أصبحت الشوارع شبه فارغة من حركة السيارات.
وعلى غرار ارتفاع أسعار عموم المحروقات في الأسواق، فقد تجاوز سعر الليتر الواحد من مادة المازوت الحر 4 آلاف ليرة، وكان أيضاً عائقاً كبيراً للسيارات العاملة على المازوت.
أزمة نقل وغلاء جراء أزمة المحروقات
وبسبب عدم كفاية المحروقات، تعيش مدينة حلب حالة من الشلل في حركة النقل. وبات التنقل بين المنازل والأسواق أو الجامعة همّاً وعائقاً أمام الناس. وخاصة في ظل حلول شهر رمضان المبارك. فيما قد يتجاوز انتظار وسيطة النقل أكثر من ساعة. مع تسعيرة مضاعفة واكتظاظ كبير وتحمل مزاجية السائقين. وذلك كله لتجنب الاضطرار لركوب التكسي وتحمل تكلفة التي عادة ما تكون بين 2 - 4 آلاف ليرة سورية.
وبالإضافة إلى التنقل، تسبب غلاء المحروقات بغلاء كثير من السلع الغذائية والزراعية. فبات على المستهلكين تحمّل تكاليف نقل المنتجات الزراعية من الأرياف إلى المدن، وتحمل تكاليف نقل السلع الغذائية بين المعامل والأسواق والتجار وبائعي المفرق وصولاً إلى المواطن الذي هو الحلقة الأضعف في هذه السلسلة.