أصدرت الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات والأحجار الكريمة بدمشق، قراراً يقتضي بمنع بيع الذهب الكسر (الخشر)، منعاً باتّاً، لأي شخص غير حرفي، تحت طائلة المسؤولية وتحمُّل التبعات القانونية حيال ذلك.
منع تداول بيع الذهب الكسر (الخشر) في سوريا لغير الحرفيين
ونص بيان جمعية الصاغة على أن المنع يأتي "حرصاً على مصلحة المواطن حتى لا يكون هناك أي تعرض للغبن بسبب هذا الذهب المحروق"، وأضاف البيان: "لا يحق للمواطن بيع الذهب المكسور إلى الصائغ".
واقع شراء الذهب الكسر في سوريا
وبحسب الأسواق السورية، فقد تضاعف الطلب على شراء الذهب "الخشر" من قبل التجار في سوريا، حيث تخطى شراء هذا النوع من الذهب الـ 20 كيلو غرام في حلب باليوم الواحد، رغم التهديد بالمنع والملاحقة.
وأرجع محللون اقتصاديون، الإقبال على شراء الذهب المكسور، لأسباب أبرزها: اعتباره ملاذاً آمناً في ظل انهيار سعر صرف الليرة السورية، والهروب من القوانين الصارمة والمضايقة الأمنية التي تمنع أصحاب الأموال في سوريا من حيازة الدولار أو القطع الأجنبي، بالإضافة إلى رغبة التجار بالاستثمار بالذهب ولجوئهم إلى الذهب الخشر لتحقيق أرباح إضافية مع عدم خسارة تكاليف المصانعة (الصياغة).
وأبدى ازدهار حركة بيع الذهب المُذاب مخاوف السويين في غلاء سعر غرام الذهب أكثر، حيث زاد شراء الذهب بانتعاش حركة السوق بشكل محدود، وهو ما جعل تداوله متزايداً إلى حد ما مقارنة بالذهب المُصاغ.
التجار يشترون الذهب الكسر رغم المنع
ورغم القرار الذي يقضي بمنع بيع الذهب لغير الحرفيين، إلا أن معظم التجار لم يستجيبوا للقرار واستمروا بحيازته، باعتباره الأخف خطورة عليهم اقتصادياً وأمنياً، وهذا ما عكس عدم ثقة التجار بثبات قيمة صرف الليرة السورية.
سبب منع تداول الذهب الكسر في سوريا لغير الحرفيين
ويرى محللون، أن القرار يأتي بسبب نقص توفر الذهب والمعادن الثمينة لدى جمعية الصاغة، حيث توقف إدخال الذهب الخام من خارج سوريا منذ نحو عام والذي كان يأتي معظمه عبر الحدود اللبنانية، ما جعل مصدر الذهب الوحيد في سوريا هو ذلك الذي يتم إعادة تدويره وتذويبه وصناعته من جديد، وبالتالي فإن تجميعه واحتكاره سيؤدي إلى فقدان جزء كبير من الذهب المتداول، كما وتقلصت كمية الذهب "الخشر" الواصلة من أسواق القامشلي والذي يرسل بدلاً عنه ذهب مصنّع بذات الكمية، من 280 كيلوغرام شهرياً في السابق إلى 40 كيلوغرام فقط، وهذا وفق تصريح رئيس جمعية الصاغة بدمشق.
حركة أسواق الذهب في سوريا
وأدّت العديد من العوامل إلى ازدياد هوّة القدرة الشرائية بين سعر الذهب في سوريا، وبين الوضع الاقتصادي المتردي للمواطنين، ما شكل ركوداً في أسواق المجوهرات من جهة، وإحجاماً من قبل الأهالي عن الشراء من جهة أخرى، إلى حد لم تصل فيه حجم المبيعات أكثر من كيلو غرام ونصف تقريباً في اليوم الواحد.
وبلغ سعر شراء غرام الذهب عيار 21 قيراطًا في دمشق، اليوم الثلاثاء 9 شباط 2021، إلى نحو 172 ألف ليرة سورية، وسعر المبيع نحو 175 ألف ليرة سورية. أسعار الذهب في سوريا