تحدّث الخبير في الاقتصاد الهندسي ونائب رئيس جامعة اليرموك الخاصة الدكتور "محمد الجلالي" عن موضوع أسعار العقارات في سوريا، مبيناً أن هناك انخفاضاً في العرض، خاصةً في إنشاء المباني الجديدة، بسبب "الارتفاع الهائل في الأسعار" بالتوازي مع الاستقرار في الطلب، حيث تُعد أسعار العقارات مرتفعة جداً بالنسبة للدخل إذ أن السواد الأعظم غير قادر على الاستئجار فضلًا عن التملك.
ويضيف الخبير في حديثه مع صحيفة حكومية: "هناك وحدات سكنية فارغة وبأعداد كبيرة مثل منطقة ضاحية قدسيا وصحنايا ومشروع دمر ومناطق أخرى وهناك أشخاص يمتلكون أربعة أو خمسة منازل فارغة، والمالك يعزف حتى عن التأجير في حين آخرين بحاجة للمسكن".
ويؤكّد "الجلالي" أن الاستثمار العقاري في سوريا ليس مربحاً، ولكنه الأقل خسارة مقارنةً بغيره، إذ يمكنه المحافظة على الاستثمار نفسه، ولكن الاستثمار في الأسمنت أسوأ أنواع الاستثمار، خاصة إذا تم البناء ولم يستفد منه أحد لا بالسكن ولا بالآجار.
وبحسب رأي الخبير، فإن قانون البيوع أثّر على ارتفاع أسعار العقارات ولكن تأثيره محدود، لأن هناك مشكلة أخرى تتعلّق بالتمويل العقاري، مضيفاً: "في سوريا لا تستطيع امتلاك المسكن حتى يتم تسديد كامل ثمنه، وهذا لا يسمّى تمويلاً".
بشكل عام، يرى "الجلالي" أن أسعار العقارات ارتفعت في جميع الأسواق العقارية وبمعدّلات تصل إلى مئة في المئة، فالمسكن نفسه من يمكن أن يختلف سعره خمسة أمثال أو أكثر إذا اختلفت المنطقة.
على سبيل المثال في منطقة ضاحية قدسيا والتضامن والدويلعة هناك تباين واضح في الأسعار بسبب اختلاف شكل الملكية والخدمات في المنطقة، وفي العشوائيات أيضاً يكون المواطن مجبرًا على الشراء بسعر أقل، فالمنطقة المبنية بشكل غير منظّم وعشوائي تستنزف موارد اقتصادية من حديد وبيتون وأسمنت، وإعادة التنظيم تستنزف موارد مرة أخرى.
مناطق في دمشق أغلى من جميع دول الجوار وتنافس الأسعار الأوربية!
يؤكد الخبير أن هناك مناطق في دمشق أسعار العقارات فيها أعلى ليس فقط من دول الجوار فحسب، بل من بعض المدن الأوربية أيضًا، والسبب أن المناطق المنظّمة في دمشق قليلة للغاية.
وحسب توضيحات صاحب مكتب عقاري فإن أسعار العقارات ارتفعت بمناطق المخالفات القريبة من المدينة عدة أضعاف لتوفر الخدمات والاحتياجات اليومية وقلة مشكلة النقل بسبب القرب؛ فمثلاً منزل من غرفتين وصالون بمساحة 90 متر، كان سعره 7 مليون تقريباً وصل حالياً إلى 50 مليون أو أكثر، ويختلف السعر باختلاف الملكية.
هذا وقد بلغ سعر المتر في منطقة تنظيم كفرسوسة 15 مليون وأبو رمانة 10 مليون ومزة فيلات 10 مليون ليرة سوري.
ويرجع صاحب مكتب عقاري آخر سبب ارتفاع الأسعار للضغط السكاني من الريف وباقي المحافظات، خاصة في دمشق، والارتفاع الكبير في تكلفة مواد البناء والإكساء واليد العاملة أيضاً، ولا يقتصر الأمر على سعر العقار فقط، بل يشمل أيضاً الإيجارات التي ارتفعت أضعافًا عدة، وقد تصل إلى 6 أضعاف في أغلب المناطق.
ويؤكد الخبير أنه "من غير الممكن أن يكون سعر البيت 100 مليون ليرة مثلاً، وإيجاره أقل من 300 ألف"، ففي منطقة المالكي يصل الإيجار هناك ما بين المليون ونصف إلى مليوني ليرة في الشهر، أما مناطق السكن العشوائي فمن 150 ألف إلى 300 ألف في الشهر لبيت بمساحة 100 متر.
استغرب ممن يناقش اسعار العقارات ويذكر الارتفاع المذهل ويذكر لك الملايين دون ذكر قيمة الليرة الحالية ان البيت الذي سعره ٥٠ مليون حاليا هو بالقيمة ما قبل الازمة يساوي ٥٠٠٠٠٠ خمس مائة ألف فقط وهو رقم متواضع ربما كان نفس البيت بتلك الفترة اكثر من قيمة ال ٥٠ مليون والبيت الذي آجاره ٤٠٠ ألف شهريا هو بالقيمة يساوي اربع آلاف ليرة فقط و هي قيمة متواضعه وليست كبيرة المشكل يكمن في ان رواتب موظفي الدولة في الحضيض وكان المفترض أن يكون الحد الأدنى لها مليون ونصف المليون حسب قيمة الليرة حاليا كل الاعمال الحرة و الأسعار بما في ذلك الاسعار… قراءة المزيد ..