يتأثر الكثير من المتداولين في سوق المال وسوق الأسهم، بآراء الأشخاص والمحللين وبيوت الخبرة حول اتجاه عملة ما إلى الصعود، أو اتجاه سهم ما إلى الهبوط. ويبنون قراراتهم بناء على تلك النصائح التي قد تصيب وتخطئ، لا عن القرارات الذاتية التي يجب على المتداول التحلي بها. ولا يخفى على أحد أن من قواعد التداول الأساسية عدم التأثر العاطفي في الإقبال أو الانصراف.
وعند الحديث عن قواعد وقوانين التداول والنصائح التي تملأ الكتب والمواقع، لا بد من التنويه إلى أن سوق العملات والأسهم لا تخضع إلى قاعدة أو مبدأ واحد فقط، ولا يكفي ذلك أبداً. فلا بد من استقراء جميع العوامل المؤثرة قبل اتخاذ القرار الذاتي. وكن منتبهاً لخطورة القواعد شديدة العمومية والعبارات الأنيقة المختصرة. وكمثال على ذلك، فإن "ليفرمور" صاحب قاعدة "اشتر عندما يكون هناك دماء في الشوارع". قد خسر كافة أمواله وأعلن إفلاسه دون التمكن من الاستفادة من مقولته.
قصة المضارب الأمريكي "جيسي ليفرمور" وأرباحه وخسارته
يعتبر "جيسي ليفرمور" من أشهر مضاربي أسواق الأسهم، وعُرف عن المضارب الأمريكي، قراراته الجريئة النابعة عن قناعاته، وعدم تأثره بقناعات وتحليلات الآخرين.
بدأت قصة المضارب الأمريكي عقب الزلزال الذي ضرب "سان فرانسيسكو". حيث راهن على انكسار سوق الأسهم الأمريكي وباع 10 آلاف سهم. وبعد تماسك لساعات… فعلاً انهار السوق وفق معطيات المضارب، وحقق مكاسب قدرها 250 ألف دولار في ذاك الوقت.
ثم قرر "ليفرمور" دخول السوق مجدداً، وراهن مجدداً على انخفاض عدد من الأسهم. ولكنها ارتفعت وخسر 90% من مكاسبه السابقة، قبل أن يعاود دخول السوق بحذر أكبر وتحقيق ربح بلغ 750 ألف دولار. لتجتاز ثروته 3 مليون دولار قبل بلوغه 30 عاماً.
وفي خطوة جديدة، دخل المضارب الأمريكي بصفقة في القطن في "شيكاغو". وفعلاً حقق مليونا دولار من الأرباح رفعت ثروته إلى 5 مليون.
"ليفرمور" متأثراً بنصائح غيره…
بعد ملازمة الجلوس مع صديقه "تيدي برايس"، ورغم رفضه عرض الشراكة في التداول بالقطن، إلا أن المضارب تأثر بالتاجر، فالمضارب كان مهتماً فقط بحركة السوق، بينما صديقه كان أدرى بالمحصول وأنواعه وظروفه، ورغم قرار "ليفرمور" البيع بسبب معطيات الهبوط، أقنعه صديقه "برايس" بعكس ذلك، وهنا كانت المصيبة، بل وزادت بعد قرار المضارب بشراء مزيد من القطن بناء على "النصيحة"، متجاهلاً قواعده وقناعاته.
"ليفرمور" يعلن خسارته!
وفعلاً حصل ما هو مطابق لخبرة المضارب الأمريكي، وبخلاف نصائح صديقه، وتراجعت أسعار القطن وخسر نحو 4.5 مليون دولار، في حين باع صديقه أقطانه سراً وخانه، لعلمه بصحة رؤية المضارب وتقديراته!
وفي الخلاصة، لا يمكن لأحد جني الأموال الكبيرة بناء على نصيحة الآخرين، ويجب أن يؤمن كل شخص بقراراته وحكمه وتقديراته إذا أراد النجاح في السوق، إذا اشتريت سهمًا أو عملةً بناء على نصيحة "زيد" فيجب أن تبيعه أيضًا بناء على نصيحة "زيد"... لا يمكن أن تجني أرباحًا وأنت تنتظر النصائح من الآخرين ليخبروك بما يجب فعله... هكذا قال المضارب الأمريكي "ليفرمور".
👍👍👍👍👍👍👍👍