الدخول في مشاريع استثمارية لا يستلزم النجاح بالضرورة، فكما أن احتمالات الربح قائمة، فإن احتمالات الخسارة واردة أيضاً.
والدراسة الجيدة للمشروع وحاجة السوق له أمر مؤثر ولا شك، غير أنه ليس هذا كل ما في الأمر، فهناك كثير من المشاريع -وخاصة الصغيرة- تتعرض للفشل بعد فترة من إطلاقها متأثرة بالعديد من الأسباب.
أبرز أسباب فشل المشاريع الاستثمارية:
1- قلة الخبرة الإدارية وسوء مخطط تنفيذ الفكرة أو تطويرها
وتظهر سوء الخبرة عند أول منعطف يمكن أن تتعرض له الشركة، فيما يظهر سوء التخطيط للفكرة نتيجة عدم امتلاك المعلومات الحيوية الضرورية لبلورة المشروع وتحويله من فكرة إلى واقع بسبب إهمال أو جهل كثير من خفاياه الرئيسية المؤثرة على مصيره، أو بسبب تجاوز المعطيات نتيجة التأثر العاطفي والوهم.
ومن الإشكالات الجوهرية أيضاً فقدان الخطة الاستراتيجية لتطوير المشروع سواء من حيث الارتقاء بالمنتَج أو القفز إلى بدائل في حال عدم جدوى المنتَج السابق.
2- تقليد خطوات مستثمرين آخرين
ويحدث ذلك عند تأثر المستثمر بنجاح مستثمر آخر، فيعمد إلى المضي بخطوات مماثلة رغم اختلاف كثير من المعطيات الأخرى التي لا تقل أهمية.
وبسبب ذلك يصل إلى ذهن المستثمر وهم أنه بإمكانه النجاح بمجرد تنفيذ تلك الخطوات التي نجح من خلالها المستثمر الآخر.
3- السيولة غير المتناسبة (زيادة / نقصاً)
ومن الطبيعي أن المال هو الشريان الذي يمد المشروع بالحياة، فمن دون توفر القدر المناسب من المال لن يُكتب للمشروع النجاح أو لن يتم إتمامه أصلاً. غير أن توفر رأس مال زائد أمر سلبي بالمقابل لأنه لن يمنح المستثمر التوازن في توزيع المصاريف والإنفاقات. وسيُصرف المال الزائد غالباً على كماليات غير ذات جدوى.
4- الخلط بين أموال المشروع والمال الشخصي
وبسبب ذلك لا يمكن تقييم المشروع ونجاحه أو خسارته ولا ضبط نفقاته، ولا ضبط النفقات الشخصية حتى، بسبب اختلاط الأموال الشخصية وأموال المشروع. واستهلاك أموال المشروع بمستلزمات الأمور الحياتية، أو تعويض خسائر المشروع من الأموال الخاصة، دون شعور المستثمر بذلك.
5- سوء اختيار الموظفين وتقديم القرابة على المهارة
حيث تعتبر القيمة العليا لقبول أو رفض عناصر فريق العمل هي المهارة، فلا مكان للأقرباء بدونها، ولا مانع من الغرباء مع وجودها، فهي الأداة المرجحة للاختيار، والثِّقل المؤثر في عمل المشروع كمّاً ونوعاً.
6- ضعف الترويج والتسويق
وتظهر الحاجة إلى فن الدعاية والتسويق خاصة في زماننا الحاضر. حيث تعددت الأساليب التسويقية الحديثة وأخذت منحىً جديداً مختلفاً عن الأسلوب التقليدي القديم. ومن مهام التسويق استقطاب العملاء الجدد، ودراسة طرح منتجات تحاكي اهتمامات الزبائن.
7- المتعلقات النفسية (الغرور/التفاؤل الزائد)
وغالباً ما يصيب الغرور المستثمر بعد نجاح أولى أو أوائل خطواته، ويظن أنه يمشي إلى نجاحات أخرى لن يُغيرها شيء. ويدفعه هذا الشعور إلى التقاعس أو الإهمال أو سوء التقدير.
كما يجب الحذر من الوقوع بالتفاؤل المفرط حيال نجاح المشاريع. فعند كل منعطف يمر فيه المشروع يجب إعادة دراسة الخطوات والاحتمالات لترميم الآثار السلبية.
وليس من الخطأ إعادة دراسة جدوى المضي بالمشروع أو عدمه. والتفاؤل المتوازن يكون بناء على المعطيات بعد الأخذ بالأسباب والمضي بخطوات ثابتة بعيدة عن الانجرار وراء المشاعر.