تشعر الكثير من الدول في العالم، بحالة من التفاؤل حيال حدوث انفراجة في الأزمة الاقتصادية المنبثقة عن ظروف انتشار جائحة كورونا. وذلك مع توجه كافة الاقتصادات العالمية الرئيسية نحو مسار انتعاش من المقرر أن يسجل نمواً مالياً كبيراً لديها خلال عام 2021. وذلك مع انتشار اللقاح المضاد لكورونا وبدء معظم الدول إعطائه لمواطنيها.
ولا يدري أحد، ما إذا كانت توقعات "وول ستريت" صائبة تماماً أو مبالغاً فيه. إذ توقعت سوقاً صاعداً جديداً للسلع الأساسية ينافس ارتفاعات أسعار النفط في السبعينيات. أو الطفرة التي قادتها الصين بين عامي 2000 - 2010.
وفي بحث مدى إصابة توقعات "وول ستريت" الأخيرة. نرى فعلاً أن مؤشر "بلومبرج" للسلع ارتفع بنحو 11% منذ بداية العام. وبنسبة 40% خلال 12 شهراً. ووفق ذلك فإن النمو قد يكون في مجالات معينة أكثر من غيرها.
القطاعات التي يرجح نموها خلال 2021
1- النفط الخام
تراجعت أسعار النفط إلى مستويات تاريخية خلال عام 2020 متأثرة بتراجع الطلب المرافق لسياسات الإغلاق جراء كورونا. ولكنها عاودت الارتفاع بقوة حتى اعتبر قطاع الطاقة الأفضل أداءً من بين القطاعات.
وارتفع "خام برنت" إلى أعلى مستوى له منذ عامين وسجل سعر البرميل 70 دولار. وذلك مع ازدياد الطلب عليه مع خروج المعامل من إجراءات الإغلاق ومحاولتها تقليص خسائرها.
ومع ترجيح خبراء لتضاعف أسعار النفط عالمياً، اعتبره الكثير بأنه من الممكن أن يصبح تحوطاً جيداً ضد التضخم. وتوقع بنك "أوف أمريكا" بارتفاعه أكثر من 100 دولار للبرميل خلال السنوات المقبلة.
2- معدن النحاس
وارتفع سعر المعدن الصناعي الأصفر نحو الضعف، ومع زيادة الإقبال عليه وتوسع استخداماته وخاصة في صناعة السيارات الكهربائية، سجل الطن المتري منه سعراً بلغ 9 آلاف دولار، وهو أعلى سعر له منذ 9 أعوام.
ورجح كثير من الخبراء ارتفاع سعر النحاس وإمكانية تسجيله أداءً عالياً مع إطلاق الدول لاقتصاداتها. واعتبروه كما النفط "أداة تحوط جيدة ضد التضخم". نظراً لازدياد ضعف المعروض مع تعافي الاقتصادات. فيما قدّرت جمعية النحاس الدولية ارتفاع الطلب عليه من 185 ألف طن في عام 2017 إلى 1.74 مليون طن بحلول 2027.
3- مركّب الليثيوم المعدني
وحققت أسعار الليثيوم منذ بدء عام 2021 ارتفاعاً بلغت نسبته 88%، متأثراً بارتفاع الطلب القوي على بطاريات السيارات الكهربائية. ومع ازدياد التوجه نحو السيارات الكهربائية فقد بات "الليثيوم" أمام مستقبل باهر، وخاصة في الصين التي ارتفع طلبها على بطاريات فوسفات الحديد - الليثيوم.
4- معدن البلاديوم
وحققت أسعار معدن "البلاديوم" ارتفاعاً ملحوظاً مؤخراً، متأثرة بالتوقعات الإيجابية بشأن الطلب العالمي على المعدن الصناعي. ووصل سعر أوقية البلاديوم اليوم إلى نحو 2506 دولار. ويتوقع محللون ارتفاع أسعار المعادن الصناعية كالبلاديوم وغيره. بفعل الجهود العالمية للسيطرة على فيروس كورونا والعودة إلى مسار التعافي والنمو الاقتصادي. الأمر الذي ينعش الطلب على السلع والمعادن.
وقفزت أسعار معدن البلاديوم الصناعي عام 2016 نحو 22%، وفي عام 2017 نحو 56%. وفي عام 2019 نحو 16%، وفي بدايات عام 2020 نحو 43%.
ويتوقع بنك "يو بي إس"، أن يصل سعر البلاديوم إلى 2900 دولار للأوقية خلال عام 2021. ويقول إن تزايد الطلب الصناعي وتعافي إنتاج ومبيعات السيارات. من المرجح أن يقدما مزيداً من الدعم لأسعار البلاديوم في الأشهر المقبلة.
ويدخل نحو 85% من البلاديوم في صناعة عوادم السيارات والشاحنات، ووظيفته المساعدة في تحويل الملوثات السامة إلى غاز ثاني أكسيد الكربون الأقل ضرراً وبخار ماء. ويستخدم أيضاً في الإلكترونيات وطب الأسنان وصناعة المجوهرات وتثبيت الأحجار الكريمة. ويستخرج باعتباره منتجا ثانوياً ويُستخلص من عمليات التنقيب عن معادن أخرى مثل البلاتينيوم أو النيكل أو النحاس.