أسباب جوهرية تدعوك لعدم استعجال الثقة بالبتكوين

06/03/2021

في الآونة الأخيرة ومع حديث الكثير من الأغنياء والمؤثرين عنها، استعجل بعض الناس اتخاذ قرارهم بخصوص الثقة بالبتكوين واستثمار أموالهم بها. حيث زادت موثوقية وشهرة هذه العملة بشكل كبير بعد إعلان شركة "تسلا" (Tesla) عن استثمار 1.5 مليار دولار في البتكوين، وهي خطوة تعكس الاهتمام المتزايد الذي حظيت به هذه العملة من قبل الشركات.

كما أبدت كل من شركة "بلاك روك" (BlackRock) و"باي بال" (PayPal) و"ماستركارد" (Mastercard) الدولية اهتماما بهذه العملة. في الوقت ذاته أعلنت شركة "جي بي مورغان تشيس" (JPMorgan Chase) أنها تدرس مسألة الاستثمار فيها. ثم توافد العديد من الأفراد على منصات التداول مثل "روبن هود" (Robinhood) لشراء العملات المشفرة.

لكن ورغم هذا الزخم الشديد الذي اكتسبته العملة، والذي جعلها تحمل موثوقية كبيرة بالنسبة للكثيرين، فإنها لم تنجُ من الانتكاسات التقليدية والتقلبات الكبيرة التي لطالما تعرضت لها العملات المشفرة. شاهد مقالنا السابق: انهيار جماعي لعدد كبير من العملات المشفرة وعلى رأسها البتكوين.

وكان لهذه الحادثة دور في صحوة بعض الناس من "جنون البتكوين" الذي قد أصبح في مرحلة ما مغرياً أكثر من أي وقتٍ مضى. وقد بدأت الأسئلة تُطرح بعدها ولسان حال الكثيرين يقول: هل يجب علينا فعلاً الثقة بالبتكوين بهذه السرعة؟

أسباب تدعوك لعدم استعجال الثقة بالعملات المشفرة عموماً والبتكوين خصوصاً:

قارنت كاتبة مختصة في الشؤون الاقتصادية، في إحدى الصحف الأجنبية، بين البتكوين والذهب. وتعد هذه المقارنة مثال جيد لإبراز نقاط ضعف البتكوين. لأن أنصارها باتوا يعتبرونها "الذهب الرقمي" أولاً، ولأن الذهب شهد كثيراً من التقلبات وصار هو الآخر موضع جدلٍ ثانياً. فإذا لم تنجح البتكوين في إثبات نفسها أمام أصل استثماري متقلب ومتذبذب لهذه الدرجة، فإننا يجب أن نعيد النظر مجدداً في آمالنا الكبيرة التي علقناها بها سابقاً.

رغم إطلاق أنصار العملة المشفرة على البتكوين اسم "الذهب الرقمي" إلا أن قيمتها السوقية لا تزال بعيدة عن القيمة الإجمالية لاستثمارات القطاع الخاص في الذهب. ولتصبح كذلك: يجب أن يصل سعرها إلى 146 ألف دولار على المدى الطويل وفقا للخبراء.

ويرى كريستيان باريسو، كبير الاقتصاديين في شركة "أورال بي جي سي"، أن ما يغذي ارتفاع سعر البتكوين الوقت الحالي هو عدم الثقة في البنوك المركزية، والاعتقاد بأن البتكوين يمكن أن تصبح عملة في حد ذاتها. ولكنه لا يعتقد أن هذا سيناريو قابل للتحقق بسبب التكنولوجيا المرتبطة بالعملة المشفرة التي تتطلب الكثير من الوقت والطاقة لإجراء أدنى معاملة. وقد بدأت بعض المؤسسات الاهتمام بعملة البتكوين، غير أن رهاناتها لا تقارن برهانات الصناديق الكبيرة للتأمين أو التقاعد المستثمرة في الذهب.

فضلا عن ذلك، لا يزال تقلب سعر البتكوين يمثل مشكلة رئيسية، ولعل ذلك ما تكشفه التحركات غير المنتظمة الأخيرة. ووفقا لما قاله محللو "جي بي مورغان" الأسبوع الماضي فإن "نسبة تقلب البتكوين وصلت خلال الأشهر الأخيرة إلى 87%، مقابل 16% للذهب".

في تاريخها القصير، شهدت هذه العملة المشفرة فترات من الازدهار ومن تدني القيمة، لكن هذا ليس حال الذهب الذي تشهد أسعاره أيضا تقلبات لكن بنسب مختلفة نظرا لأن السوق أكثر نضجا.

وخلصت الكاتبة إلى أن الخطر يظل قائما، دائما، في استبدال عملة بتكوين بعملة مشفرة أخرى، سواء كانت عملة ليبرا من فيسبوك أو عملة مشفرة مدعومة من قبل بنك مركزي.

جهات أخرى تبدي رأيها:

تصف هيئة السلوك المالي البريطانية، العملات المشفرة على نطاق واسع بأنها استثمارات "مضاربة" محفوفة بالمخاطر، يمكن أن تفرغ جيوب المستثمرين، نظرا لمدى ضعف تنظيمها.

وأكدت الهيئة البريطانية، أن الشركات التي تروج لاستثمارات العملات المشفرة "قد تبالغ في العوائد التي سيحصدها المستثمرون وتقلل من مخاطر السوق"، لافتة إلى أنه من غير المرجح أن يتمكن المستثمرون الذين يشترون العملة، من الوصول إلى "حماية المستهلك"، إذا حدث خطأ ما.

شارك رأيك بتعليق

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Wissam
3 سنوات

سيكون البيتكوين الخازوق الأكبر للمستثمر الصغير أولاً ثم الكبير قريباً

ساتوشي ناكاموتو
3 سنوات

نفس الكلام يلي مالو اي طعمة ونصو كزب ليحمو حالون عم ينعاد و يتكرر نفسو من ١٢ سنة. البتكوين هو الأصل الوحيد بالكون يلي فينا نتأكد من الكمية الموجودة ١٠٠٪، فينا نتأكد من صحة كل معاملة بشكل منفرد بدون الاعتماد على جهة تالتة لتقلك اذا هالمعلومة صح او غلط، الطاقة يلي عم تنصرف لتأمين شبكة البتكوين بتخلي أأمن شبكة بالكون كلو. على اساس النظام المالي الحالي الممثل بالبنوك و المؤسسات المالية ووو، ما بيصرفو طاقة وما بضرو بالبيئة، كل الأبنية لهالمؤسسات بضررها البيئي و التكلفة لتشغيل وصيانة هالمؤسسات و دفع رواتب الموظفين بهالمؤسسات مالها ضياع للطاقة و صرف موارد على… قراءة المزيد ..

مقالات متعلقة: