أعلنت شركة صرافة مرخصة في سورية، إمكانية تسليم الحوالات الخارجية المرسلة إلى سورية، بالدولار الأمريكي والعملات الأجنبية. وهو ما اعتبره مراقبون ومحللون اقتصاديون سابقة هي الأولى من نوعها منذ فرض القيود على حيازة الدولار.
"المتحدة للصرافة" تعلن إمكانية تسليم الحوالات الخارجية بالدولار
وفي إعلان لها على صفحتها الرسمية في "فيسبوك". قالت شركة "المتحدة للصرافة" اليوم السبت 24 نيسان 2021: "السادة التجار والصناعيين الراغبين باستلام حوالاتهم الواردة من الخارج بالدولار الأمريكي أو بالليرات السورية… نحيطكم علماً أننا على استعداد لتنفيذ هذه الحوالات في جميع المحافظات السورية. حسب العملة التي يطلبها مرسل الحوالة".
الشركات كانت تسلم الحوالات الخارجية بالليرة وفق سعر صرف معلن
وجرت عادة شركات الصرافة المحلية، بتسليم الحوالات الخارجية الواردة بالعملات الأجنبية. بعد صرفها إلى الليرة السورية وفق سعر صرف معلن. وأعلنت "المتحدة للصرافة" اليوم السبت عن تسليم هذه الحوالات بالليرة السورية وفق سعر صرف 2825 ليرة مقابل كل دولار.
هل سيستلم المواطنون حوالاتهم بالدولار أم التجار والصناعيون فقط؟
وحول إمكانية ذلك، قال المحلل الاقتصادي السوري "يونس الكريم" في تصريح له لموقع "الليرة اليوم". إن ذلك غير ممكن التنفيذ. لأنه سيخالف المرسوم الذي يمنع تداول الدولار من قبل المواطنين ويجرّم المخالفين. وفي هذه الحالة سيكون هناك تضارب مع المرسوم. وبالتالي سيحق للحكومة إغلاق الشركة.
وأضاف المحلل الاقتصادي السوري: "إذا تم إقرار هذا التوجه حالياً... سيكون على الرئاسة السورية إصدار مرسوم يجمّد أو يلغي المرسوم رقم 3 الذي يحظر تداول العملات الأجنبية. وهذا غير ممكن بسبب دخول الرئاسة السورية بفترة تسيير الأعمال إلى حين انتهاء الانتخابات. في حين يعتبر مثل هذا القرار سيادياً".
ما هو هدف إعلان تسليم الحوالات بالعملات الأجنبية؟
ورجّح "يونس الكريم" أن يكون هدف هذا الإجراء. إيصال رسالة بأن انخفاض السوق سيستمر. لمحاولة صد ومنع ارتفاع سعر صرف الدولار من جديد، وخاصة أن الحكومة تحاول تثبيت سعر الصرف بصعوبة وتتحمل الخسارة في سبيل ذلك. وللإيحاء بأن السياسات النقدية في سورية قيد التغيير. وأن قرار التغيير هو سياسة عامة وليس آنياً. وأن شركات الصرافة ستعود إلى سابق عهدها. بالإضافة إلى محاولة تشجيع الحوالات الخارجية وزيادتها.
لماذا الاستثناءات تُمنح لشركة "المتحدة للصرافة" دون غيرها؟
وأشار الاقتصادي السوري إلى أن هذا التوجه سابق الذكر، يدعمه أن الإعلان صدر فقط عبر شركة وحيدة تعطي هذا السعر وهذه الخدمات. وهي "المتحدة للصرافة".
ووصف الشركة بأن الحكومة تمنحها استثناءات لاستخدامها "مرياعاً" للسوق. أي لقيادة ورعي السوق السوداء. للمساعدة بتثبيت سعر الصرف، ودعم السياسات النقدية الصادرة عن المصرف المركزي السوري.
وأضاف: "الحكومة من خلال منح الاستثناءات لهذه الشركة. توصل رسالة للعاملين بحوالات الظل في السوق السوداء. أنهم بإمكانهم العمل بالخفاء ولكن تحت الأطر الرسمية كما في المتحدة للصرافة… وإلا فسيتم ملاحقتهم وفق ما أُعلن اليوم بالقبض على مجموعة من المتعاملين بغير الليرة السورية.
شارك
