في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية المتقلبة، كثيرًا ما نلجأ إلى البحث عن إرشادات ونصائح مالية تساعدنا في إدارة دخلنا ورسم ميزانيتنا الشهرية، عندها نجد أنفسنا أمام كم هائل من النصائح ونقع في الحيرة، هل كلها مجدية؟ وما الذي سأستطيع تطبيقه؟ وعلاوةً على ذلك؛ هل جميعها نصائح حقيقية؟!
والمفاجأة هنا؛ أن الجواب هو لا، ليست كلها حقيقية وكثير منها غير مجدٍ، وكثير منها له تفاصيل وشروط.
أشكال لنصائح مالية فاشلة أو ناقصة
هناك ثلاثة أشكال رئيسية للنصائح المالية الفاشلة
1- نصيحة جيدة لكنها لا تعطي نتائج حقيقية. فعلى الرغم من كونها ليست بالسيئة، لكن ما مدى جدواها فيما يخص المال؟! مثلًا؛ اقرأ كتبًا عن الإدارة والتنمية. وكيف ستصبح مليونيرًا!، وشاهد مقاطع ستنسى محتواها عند الانتهاء منها غالبًا. هنا لابد أن تصاغ النصيحة بطريقة تساعدنا على البدء فعلًا وتحدث التغيير المطلوب.
2- نصيحة سطحية لا ترى الأمر من جميع الأبعاد. كثيرًا ما نسمع كلمات مثل؛ استثمر، ادخر، ابدأ مشروعًا…. ما مدى جدوى نصائح كهذه وما هي زواياها، كيف أدخر وبمَ أستثمر وكيف أجعل لنفسي مشروعي الخاص؟؟ التفاصيل هذه لن تطلعك عليها الكثير من النصائح المتداولة. لا بد هنا من الدراسة والتفكير العميق والاستعانة بأصحاب الخبرات.
3- نصيحة فاشلة شكلًا ومضمونًا. حاول أن تفوز بالمسابقات. اقترض أكثر وعش مرتاحًا. اتجه للقروض البنكية وأرح نفسك. فمثل هذه النصائح، ومع الأخذ بعين الاعتبار الضوابط الشرعية في ذلك، فلن تعود عليك بشيء سوى أن تزيد الطين بلة وتجد نفسك بعد فترة في مضيق يصعب عليك الخروج منه.
نصائح مالية سليمة... لكن لا تتبعها على إطلاقها
1- تخلص من ديونك أولًا وقبل كل شيء
فعلى الرغم من أن سداد الديون أولوية ويجب أن يوضع دائمًا على رأس القائمة، لكن لابد أن يكون سدادك بطريقة مدروسة لا تتعارض سلبًا مع أولويات الحياة الأخرى. فبدلًا من أن تجعل تفكيرك فقط في سداد الديون، لابد أن تفكر بكيفية هذا السداد ووضع خطة ممنهجة وممكنة التنفيذ.
2- اتبع شغفك وحقق أحلامك وابدأ مشروعك الآن
كلمات رنانة وشعارات فاتنة، لكن انتظر قليلًا وحدد بالضبط ما هو حلمك وأين يكمن شغفك. لكل منا الكثير من الأحلام، وتتحرك أمنياتنا لتحقيق وتنفيذ الكثير من المشاريع. لكن ما هو الحلم الحقيقي وما هو المشروع الذي بإمكاني النجاح به؟! هذا هو المهم.
3- عدد مصادر دخلك
على الرغم من صحة العنوان. وأنه من المهم جداً عدم الاعتماد على مصدر دخل واحد، كي لا نخسر بخسارته كل شيء، لكن كيف أعدد مصادر دخلي؟ هذا ما يجب التفكير به جيدًا. فمثلًا تأليف كتاب ونشره بالأسواق لمن ليس هذا من مجال تخصصه. أو أن تتجه إلى وسائل التواصل المدرّة للأموال دون أن تمتلك الكاريزما الخاصة بك. أو أن تمتهن الطهي مثلًا، فكل هذا ليست بخيارات مناسبة للجميع. عدد مصادر دخلك بما يعتبر مصدر دخل حقيقي لك وليس إيهامًا بجعله مصدر دخل.
4- ادخر ما تبقى من القطع المعدنية الصغيرة
أثبتت الكثير من التجارب أن مثل هذه النصيحة لن تجدي نفعًا، ستشعرك بالادخار دون أن تكون ادخرت بشكل حقيقي وفعال. لربما تكون مجدية مع الأطفال كتدريب لهم على مبدأ الادخار. لكن لرب الأسرة فإن ذلك لن يكون أكثر من مجرد وهم. عند رغبتك بالادخار، ما عليك سوى أن تضع مبلغًا من المال في غير متناول يدك وتنسى وجوده تمامًا ولن يظهر من جديد إلا في الحالات المخصصة لظهوره.
5- افتتح مشروعًا تجاريًا
كثيرًا ما نسمع هذه النصيحة من الأصدقاء والمعارف بمجرد أن نبوح بادخارنا لمبلغ من المال. لكن مالا يتم إخبارنا به أن العمل التجاري يتطلب الكثير من القواعد والمهارات والخوض بسوق العمل، وليس جميعنا على مستوى واحد من الكفاءات التجارية. إن كان لديك مبلغ من المال فكر بطريقة الاستثمار التي تناسبك واستشر أرباب المشاريع المختلفة وتذكر أنك لم تدخر المال بسهولة.
6- اصرف أقل من دخلك
شعار سهل وكلمات انسيابية توهمك بأن هذا شيء بالمستطاع دائمًا. لكنك لن تستطيع من تحقيق ذلك إن لم ترسم خطة محكمة يتم الالتزام بها شهريًا دون المساس بها. بدلًا من ذلك، ادرس مصاريفك أكثر ورتب أولوياتك جيدًا، ضع هامشًا، وعندها فقط ستستطيع الادخار.
7- اقترض وقم بإيفاء الديون لاحقًا
لا تجعل الدين أحد الخيارات المطروحة على الطاولة دائمًا. ولا تقدم على الاقتراض إلا عند انتهاء جميع الخيارات الأخرى. فالدين وإن كان يساعدك في حل مشكلة ما في الوقت الراهن إلا أن التخلص من عبئه ليس بالأمر السهل، ومن المتوقع أن يوقعك بضائقة مالية لاحقًا. إن اضطررت للاقتراض إياك أن تقترض أكثر مما تحتاج لشراء سيارة أفخم مثلًا أو الحصول على منزل أكثر رفاهية. اقترض بالقدر الضروري واجعله دائمًا الخيار الأخير.