صرح رئيس "مجموعة عمل اقتصاد سوريا"، المستشار الاقتصادي الدولي "أسامة القاضي"، بأن اشتداد أزمة نقص المحروقات في سوريا يُعزى إلى جملة أسباب، في مقدمتها تأخر وصول إمدادات النظام النفطية من إيران.
وفي حديثه لإحدى وسائل الإعلام المهتمة بالشأن الاقتصادي السوري، أشار "القاضي" إلى أنباءٍ متناقلة تتحدث عن تعطّل ناقلات نفط إيرانية في البحر كانت وجهتها سوريا. لكن الأنباء لم تربط الأمر هنا بتعطل قناة السويس بل ب "تعطيل" الناقلات عمداً.
روسيا لم تعد مهتمة والأمر بات يتعلق ب "المزاج الأمريكي":
بحسب "القاضي"، فإن روسيا لم تعد مهتمة بتوفير الوقود للحكومة السورية، ولا يساعدها الوضع الاقتصادي على مد يد العون لها في الوقت الحالي.
وبهذا المعنى، يعتقد رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا، أن الحل الوحيد المتبقي أمام الحكومة لتوفير الوقود، هو من خلال مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، واستجلاب النفط من هذه المناطق مرتبط بمزاج الحكومة الأمريكية التي يبدو أنها تتوجه إلى زيادة الضغط في هذا السياق لمآرب سياسية.
الحكومة السورية لم تقدم تفسيراً واضحاً للأزمة بعد:
كان آخر ما تحدثت عنه الحكومة في هذا السياق هو تأثير أزمة قناة السويس في تأخر وصول الإمدادات النفطية، حيث لاقى هذا التفسير حينها حملة من الانتقادات والتهكم في الوسط الإعلامي والشعبي. ولم تظهر أي بوادر حل أو بصيص أمل لانفراج الأزمة بعد عودة القناة للعمل مجدداً.
أزمة المحروقات في سوريا تؤول إلى تخفيض جديد في مخصصات البنزين:
أعلنت محافظة دمشق قبل عدة أيام أن لجنة المحروقات فيها قررت خفض كميات تعبئة مادة البنزين للسيارات السياحية الخاصة والعامة (سيارات الأجرة) "نظرا لانخفاض عدد طلبات المحروقات الواردة إلى المحافظة".
وأصبحت الحصص المسموح للسيارات الخاصة تعبئتها هي 20 ليترا كل 7 أيام انخفاضا من 40 ليترا، بينما تم خفض يسمح للسيارات العامة بالتعبئة كل 4 أيام.
ونقل المكتب الإعلامي للمحافظة عن نائب رئيس المكتب التنفيذي فيها "أحمد نابلسي" أنه سيتم إيقاف تزويد "الميكروباصات" (السرافيس) بكميات المازوت المخصصة لها كل يوم جمعة حتى إشعار آخر، والاكتفاء بعمل باصات الشركة العامة للنقل الداخلي وشركات النقل الداخلي الخاصة.
الشوارع في سوريا شبه خالية من حركة السيارات:
باتت شوارع كثير من المدن والمحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، شبه خالية من السيارات. ودخلت الكثير من المناطق في أزمة مواصلات لم يسبق لها مثيل حتى في سنوات الحرب.
ورغم تخفيض كمية الوقود الممنوحة إلى كل سيارة، وقضاء معظم السيارات الساعات والليالي الطوال على طوابير الكازيات. وجّهت وزارة النفط في الحكومة السورية إلى ترشيد توزيع الكميات المتوفرة المتبقية من مشتقات المازوت والبنزين. بما يضمن توفرها حيوياً لأطول زمن ممكن.