ازدياد حالات الزواج مع تيسير المتطلبات... لكن المعاناة مستمرة بسبب الوضع المعيشي الصعب

10/03/2021

زاد إقبال الشبّان على الزواج في سوريا مؤخراً، نظراً لعوامل عدة شجعتهم على اتخاذ قرارهم في الاتجاه نحو الخطبة والزواج أو إتمام مراحل الزواج التي كانت متعثرة، غير أن صعوبات أخرى كانت فرضت نفسها على المتزوجين الجدد معظمها ناجم عن الوضع المعيشي الصعب.

تضاعف عدد المقبلين على الزواج

ونقلت صحيفة محلية عن مصدر في "المحكمة الشرعية بحلب"، أن عدد عقود الزواج في حلب قد تضاعف خلال الأسبوعين الأخيرين. وأوضح المصدر أن ذلك يعود إلى تحسن الطقس وتخفيف الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، بالإضافة إلى تيسير أمور الزواج.

تسهيلات زادت من الإقبال على الزواج

وأبرز الظروف التي زادت من إقبال الشباب على الزواج في سوريا، هي التفات الأهالي إلى تيسير متطلبات الزواج التي كانت تفرضها أعراف المجتمع على الزوجين وأهاليهم. ومنها التكاليف الباهظة على حجز صالات الأعراس والزينة والسيارات المشاركة في الزفاف والعراضة (أو الفرقة النحاسية) والمطرب. بالإضافة إلى مكان بيت السكن ونوعية الفرش، وفي الصدارة المهور المطلوبة والذهب المقدم للزوجة.

ظروف فرضت التسهيلات

وتخلت الكثير من العوائل عن بعض المتطلبات والشروط السابقة، وأبرز تسهيلاتهم فرضتها عوامل انتشار فيروس كورونا في البلاد. واقتصار كثير من حفلات الزواج على حضور المقربين فقط من أهالي الزوجين. وفقدان كثير من الوظائف والصعوبات الاقتصادية التي فرضت نفسها عالمياً بسبب تفشي الجائحة.

وبالإضافة إلى عوامل تفشي الجائحة، أصبح حال الشباب الذين بقوا داخل سوريا غير خفيٍّ عن أحد. حيث أصبح أمر تأمين الطعام والاحتياجات الغذائية الأساسية ليس بمقدور الأغلبية العظمى من الشباب. فضلاً عن إمكانية تأمين الحاجيات أو الكماليات. ولا يخفى قلة عدد الشباب الذين بقوا في مناطق سيطرة الحكومة السورية وفرار معظمهم بسبب الظروف الإنسانية أو الاقتصادية أو الأمنية أو تحاشياً للخدمة العسكرية.

أوضاع استثنائية…

واستثناءً عمّا كان مطلوب سابقاً، فإن سكن معظم المتزوجين حالياً في الداخل السوري أصبح في منزل العائلة. وذلك لتعذر تأمين بيت للسكن سواء بالشراء أو بالاستئجار بسبب الغلاء الكبير وانعدام القدرة على تأمين التكاليف.

وبات أصحاب الصالات ومستثمريها يقدمون بعض الكماليات على حسابهم، (كالسيارة والزينة) لحض العرسان على حجز الصالة بعد استبعادها من قائمة متطلبات المقبلين على الزواج في الآونة الأخيرة، وفق ما نقلت صحيفة محلية عن صاحب صالة أفراح في مدينة حلب.

صعوبات من نوع آخر

ورغم كل هذه التسهيلات التي بات المجتمع قد تقبلها ويسّرها، والتي لم تكن قبل عدد من الأعوام، واجهت المتزوجون الجدد تحديات وصعوبات أخرى. حيث عانى كثير منهم من صعوبة تأمين متطلبات الحياة والعائلة نتيجة الوضع المعيشي الصعب. في ظل تدني الرواتب وغلاء الأسعار وفقدان القدرة الشرائية وانهيار العملة السورية والاقتصاد السوري.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: