هل تستجيب الليرة السورية للتحليلات الفنية؟

09/02/2021

التحليل الفني "Technical Analysis" هو بمثابة العمود الفقري الذي يمكّن جميع المتداولين من التنبؤ بالأسعار والمتاجرة في أسواق المال عموماً والفوركس خصوصاً.

حجر الزاوية في التحليل الفني هو الاعتقاد بأن التاريخ يميل إلى تكرار نفسه. على سبيل المثال، إذا ارتفع اليورو مقابل الدولار الأميركي قبل اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي، فسيشتري المتداول الزوج قبل قرار أسعار الفائدة التالي في الولايات المتحدة. على هذا النحو، يستخدم المحللون الفنيون بيانات الأسعار التاريخية لمساعدتهم على التنبؤ بالمكان المحتمل أن تتجه إليه الأسعار، وهذا هو المكان الذي تأتي فيه مستويات الدعم والمقاومة.

ويمكن تعريف التحليل الفني بإيجاز، على أنه ممارسة التنبؤ بحركات الأسعار المستقبلية المحتملة بناءً على دراسة تحركات الأسعار السابقة.

تعتبر الليرة السورية في الوقت الحالي، واحدة من العملات التي لا يمكن التعامل معها بالمنطق التقليدي الذي ينطبق على عملات أخرى ضمن نفس المستوى. لذلك فإن التحليل الفني لحركة الليرة السورية عادةً ما يكون من الأمور المستعصية، والتي تخيب أكثر مما تصيب، وذلك لعدة أسباب آتون على ذكرها.

سوق تداول العملة في سورية لا يتمتع بأي صفة رسمية

لا يحظى سوق التداول بأي قوانين مفروضة على الجميع لعدم وجود نظام معين يمتلك القوة الكافية لفرض السيطرة على السوق بشكل صحيح وحكيم.

والحكومة السورية في المقابل لا تسعى – وفقاً لمراقبين – إلى الحفاظ على السوق السوداء للعملة ضمن نطاق السيطرة، بل تتصرف معه بأدواتها المتوفرة بعقلية المضارب والتاجر الجشع، فحينما تشن بين الفترة والأخرى حملات أمنية على الصرافين "غير المدعومين" من جهة، تقوم بضخ وسحب كميات كبيرة من العملة الصعبة بأسلوب أشبه بالصدمة من جهة أخرى.

لذلك فحركة الليرة القادمة – على المدى المتوسط والقريب - لا يقررها المنطق الاقتصادي السليم، أو التحليلات الفنية مهما بذلت من جهد لإيجاد طرف خيط لفك العقدة المستعصية في تداولات العملة السورية. أما على المدى البعيد فهذه السياسات لا تقود إلا إلى طريق واحد، وهو مزيد من التقهقر والانهيار في قيمة العملة وموثوقيتها.

التحليلات الفنية تقف عاجزة أمام الليرة السورية

إن التحليلات الفنية التي تعتمد على فكرة "التاريخ يكرر نفسه"، تقف عاجزة أمام الليرة السورية التي تشهد تحركات وانهيارات مريعة غير مسبوقة طوال تاريخها، فلا يمكن للمحلل الفني الرجوع للماضي لتوقع حركة الليرة مجدداً في ظروف مشابهة، لأن الظروف الحالية ليس لها مثيل على الإطلاق.

شارك رأيك بتعليق

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
محمد المحمود
4 سنوات

كلام بالغ الأهمية

مقالات متعلقة: