تستمر أسعار السيارات في سوريا - حتى المهترئة منها - بالارتفاع، بما يشكل تحديًا كبيرًا أمام كل من يفكر بشراء سيارة، بالتزامن مع التضخم الكبير الذي تعيشه البلاد، إذ يبلغ متوسط أسعار السيارات القديمة نحو 60 مليون أما السيارات من الفئة الأفضل نسبيًا فتبدأ أسعارها من 200 مليون ليرة.
تعقيبًا على ذلك، يقول بعض أصحاب مكاتب السيارات في اللاذقية إن الأسعار المطروحة للسيارات القديمة منطقية وواقعية، إذا قورنت مع ارتفاع الأسعار المتلاحق لبقية السلع والمواد، وكذلك قطع تغيير السيارات.
وأكد أصحاب المكاتب في حديث مع صحيفة حكومية أن السيارات القديمة، ورغم قلة بيعها، لكنها تظل أكثر تداولاً من السيارات الجديدة التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني، حيث يبدأ سعرها من 200 مليون ليرة سورية.
وأشار أصحاب المكاتب إلى أن أسعار السيارات ترتفع بين شهر وآخر حسب الطلب، وأن عمليات البيع ليست بالجيدة مقابل العروض، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وعدم قدرة المواطن العادي على اقتناء سيارة قديمة.
وأضافوا أن اقتناء السيارة تجاوز أن يكون "رفاهية"، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وقطع تبديل السيارات، مما يجبر المقبل على الشراء على الدخول في دوامة حسابية صعبة قبل أن يفكر بشراء السيارة.
وتحدث عدد من المواطنين عن اختلاف سعر ذات السيارة بمقدار 5 ملايين ليرة بين متجر وآخر حتى في السيارات القديمة مما يجبر الزبائن على البحث طويلا بين المكاتب وصفحات الفيس بوك.
ارتفاع أسعار السيارات في سوريا… عرض وطلب؟
تعليقًا على مشكلة الارتفاع الكبير في أسعار السيارات، بيّن الباحث الاقتصادي الدكتور "فادي عياش"، أنّ السيارات - بالشكل الافتراضي - تتأثر أسعارها بقوى العرض والطلب وما يؤثر بهما، وبالتالي تتحدّد الأسعار بالنسبة للسيارات المستعملة بحجم العرض المتاح منها ومستوى الطلب عليها، مع الأخذ بالحسبان البدائل المتاحة، سواء سيارات جديدة أو وسائل نقل عامة مناسبة مع أخذ أسعار الوقود وقطع التبديل والصيانة بالحسبان.
وأضاف "عياش" في تصريحات صحفية: "في أسواقنا يحدث العكس، فتزداد أسعار السيارات رغم نقص الوقود وارتفاع أسعاره، وكذلك الصيانة وقطع التبديل ومعدلات الاستهلاك المرتفعة".
وتحدث عن ضعف العرض المتاح مقابل زيادة كبيرة في الطلب وارتفاع كبير ومطرد بالأسعار، أما قلة العرض فسببها الرئيس هو منع استيراد السيارات منذ قرابة 10 سنوات.
وأرجع سبب زيادة الطلب الكبيرة إلى الحاجة الملحة لوسيلة نقل في ظل النقص الكبير في الوقود والتراجع الكبير في خدمات النقل العام وارتفاع تكاليفها الكبير.
والسبب الآخر لتوجه البعض إلى شراء السيارات هو الحاجة إلى استثمار يحافظ على قيمة النقود نتيجة الارتفاع المستمر لمعدلات التضخم وتغيرات سعر الصرف من جهة ثانية، وبالتالي تتحول السيارات إلى المضاربة، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها باضطراد مع متغيرات التضخم وسعر الصرف.