يصف الأهالي في سوريا عملية توزيع المازوت المدعوم المخصص للتدفئة من قبل الحكومة في مختلف المحافظات بأنها "مهزلة حقيقية"، وذلك بسبب الفساد الكبير الذي يعتري الأمر، وإقرار المسؤولين أن توزيع المادة بهذا المنوال لن ينتهي إلا مع بداية موسم الصيف القادم!
وبينما يحدث ذلك، تستمر الجهات المعنية في إلقاء اللوم على بعضها، إذ اتهم كتاب حكومي لجان المحروقات في المحافظات بعدم التزامها بنسب التوزيع المقررة لمادة المازوت رغم التأكيد المستمر على ضرورة الالتزام بها.
وحصلت صحيفة محلية على جدول لتوزيع مادة المازوت للمحافظات بناء على القطاعات سواء العامة أم الخاصة، حيث تم تحديد نسبة مازوت التدفئة الموزعة شهرياً بـ 25 بالمئة من إجمالي الكميات المخصصة.
وفي التفاصيل بلغ إجمالي الكميات الموزعة من المازوت أكثر من 4 ملايين ليتر يومياً، في حين بلغت حصة محافظة دمشق 12.4 مليوناً على مدار الشهر، ما يعني أن حصة مازوت التدفئة بناء على التوجيهات والكميات المحددة من الحكومة هي 3.113 ملايين ليتر شهرياً، أي بحوالي 62 ألف عائلة تحصل على المادة شهرياً.
وبالتالي فإن الالتزام بالنسب المحددة يحتاج إلى نحو 9 أشهر لتنفيذ توزيع الدفعة الأولى من المادة، وهكذا فإن نحو نصف العائلات لن تحصل على مخصصاتها من الدفعة الأولى قبل انقضاء فصل الشتاء.
لمحافظة كبيرة مثل حلب... ست طلبات يوميًا:
في سياقٍ متصل، بيّن مدير فرع شركة محروقات حلب المهندس "رشاد أسعد سالم" أن التوزيع بدأ بعد موعد التسجيل مباشرة، بواقع 6 طلبات يومياً وبما يعادل 20 ألف ليتر للطلب.
وعن معايير التوزيع كشف عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب "محمد فياض" أن التوزيع يتم وفق ثلاثة معايير:
- العائلات التي لم تستلم الدفعة الثانية من مازوت التـدفئة في الموسم الماضي.
- الأحياء التي لا يوجد فيها كهرباء.
- الأحياء والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وقام البعض باحتساب أن التوزيع على هذا المنوال للدفعة الأولى سيستغرق 10 أشهر (من تاريخ بدايته)، وذلك نظراً لعدد البطاقات الالكترونية العائلية المصرح عنها بشركة محروقات البالغ عددها 715 ألف بطاقة وللكميات الموزعة البالغة 2400 حصة يومياً بحسب التصريحات وفي حال كان طلب المازوت 20 ألف ليتر بشكل وسطي حيث يكون الطلب 18 ألف ليتر أحياناً وفي بعض الأحيان أكثر من 20 ألف ليتر بحسب صهريج النقل.
ويطالب الأهالي بضرورة زيادة الكميات وتكثيف التوزيع وإلا ستسمر إشكالية توزيع مازوت التدفئة التي تتكرر كل عام، إذ يحصل البعض على حصتين وآخرون على حصة متأخرة.
سعر المازوت بالسوق السوداء في سوريا:
أمام ذلك فقد شهد سعر المازوت في السوق السوداء السورية ارتفاعاً ملحوظًا مع دنو فصل الشتاء، خاصة مع القلق الذي اجتاح الأهالي بسبب تأخر استلام الدفعة الأولى من المازوت المدعوم، وسط تنبؤات جوية بمنخفضات مرتقبة تستلزم في المناطق شديدة البرودة إشعال المدافئ، مما تُرجم كزيادة في الطلب على شراء مازوت السوق الموازية.
وقد رصدت مواقع ووسائل إعلام محلية أسعار المازوت في مكان بيعه بشوارع العاصمة دمشق وريفها، فتبين أن سعر الليتر يتراوح من 14- 16 ألف ليرة سورية، بحسب المنطقة التي يباع بها.