منحت السلطات السورية رخصة لشركتين تعود ملكيتهما لمستثمرين سعوديين للاستثمار في قطاعات الفوسفات والأسمدة والإسمنت في سوريا.
وتعتبر سوريا من أهم بلدان العالم باحتياطي الفوسفات، إذ يتراوح بحسب الدراسات بين 2.5 و3 مليارات طن، في حين لم يتم استخراج أكثر من 0.17 % منه، وفي عام 2011 احتلت سوريا المرتبة الخامسة على قائمة الدول المصدرة للفوسفات.
في التفاصيل، فقد توصلت الحكومة السورية إلى عقد شراكة مع مستثمرين سعوديين في قطاع الفوسفات في سوريا، بحسب موقع "سيريا ريبورت"، دون الإعلان عن هذه الاتفاقيات في أي جهة رسمية حكومية.
يأتي هذا الإعلان بعد 4 أشهر على لقاء جرى بين ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" و"بشار الأسد"، عقب اختتام أعمال القمة العربية بدورتها الـ32، في مدينة جدة السعودية.
ووفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" حينها، أنه جرى خلال اللقاء "استعراض سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، إلى جانب بحث عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها".
وكانت قد شهدت علاقات السعودية مع "الأسد" جموداً في الفترة التي تلت القمة العربية، عقب انتعاشها إثر تطبيع السعودية وعدد من الدول العربية مع الحكومة السورية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا في السادس من شباط الماضي.
ويعتبر هذا الترخيص على أنه حالة نادرة لاستثمارات السعودية في سوريا منذ عام 2011، ويدل ذلك على تطور ملحوظ لسياسة الحكومة السورية التي كانت قد احتفظت حتى وقت قريب بقطاعي الفوسفات والأسمدة لحلفائها التقليديين روسيا وإيران.
ويذكر هنا أن روسيا سيطرت في عام 2018 على مواقع حقلي الشرقية وخنيفيس في السلسلة التدمرية، بموجب الاتفاق الذي وقعته شركة "ستروي ترانس" مع الحكومة السورية.
ومنح ذلك الاتفاق الشركة حقوقاً بالحصول على 70% من عائدات المبيعات، ويستمر الاتفاق لمدة خمسين عاماً، وحملت الشركة مسؤولية صيانة مواقع إنتاج الفوسفات واستخراجه ونقله.
كما أشار تحقيق استقصائي نُشر في نهاية حزيران من العام الجاري، إلى أن فوسفات بقيمة ملايين الدولارات صدرتها شركة روسية خاضعة للعقوبات في سوريا شقت طريقها إلى أسواق الأسمدة الأوروبية منذ عام 2018.
وفي أيار الماضي كشف موقع "إيران إنترناشيونال" المعارض عن وثيقة تظهر موافقة الحكومة الإيرانية على طلب منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لشراء 800 ألف طن من الفوسفات السوري سنوياً لاستخراج اليورانيوم وصنع "الكعكة الصفراء".