أثبتت الدراسات أن الألوان تلعب دوراً محورياً في تسعير السيارات، لا سيما تلك المستعملة التي يعتزم أصحابها إعادة بيعها بعد استخدامها لفترة من الزمن.
وفي هذا السياق، تشير دراسة مسحية أجرتها "أي سي كارز" iseecars.com إلى أن المركبة تخسر من قيمتها خلال 3 سنوات ما بين 13.5% للون الأصفر وهو الأقل ضررا بالتسعير، وهي نسبة تعني توفير أكثر من 3 آلاف دولار مقارنة بالمركبة المتوسطة الحال بالنسبة للشخص الراغب في شرائها.
وترتفع النسبة إلى الدرجة الأكثر سوءاً مع اللون الذهبي بنسبة تصل إلى 25.9%، في حين أن متوسط الخسارة يصل إلى 22.5% من قيمتها خلال المدة نفسها، بينما تفقد السيارات ذات الألوان الأصفر والبيج والبرتقالي والأخضر أقل من 20% من قيمتها، في حين تفقد السيارات الذهبية والبنية والسوداء أكثر من 10 آلاف دولار بعد 3 سنوات.
يذكر أن الدراسة قارنت في العام 2023 بيانات التسعير لأكثر من مليون و300 ألف سيارة مستعملة عمرها 3 سنوات لتحديد تأثير اللون على قيمة إعادة البيع.
ما سر حفاظ السيارات الصفراء على قيمتها؟
يشرح "كارل براور" المحلل التنفيذي في "أي سي كارز" ذلك قائلًا: "تستمر السيارات الصفراء في تمثيل أكبر تفاوت بين عدد السيارات التي يتم إنتاجها وعدد الأشخاص الذين يريدون شراء واحدة، وبينما لا يرغب الكثير من الناس في الحصول على سيارة صفراء، من الواضح أن هناك عدداً أكبر من الأشخاص الذين يريدون سيارات أكثر من العدد المتوافر، ولهذا السبب يحقق اللون الأصفر أداء جيداً في السوق الثانوية، كما يمكن قول الشيء نفسه عن البرتقالي والأخضر، وهي الألوان التي لا تراها كثيراً لكن من الواضح أن الطلب عليها أعلى من العرض".
بالإجمال، السيارات الصفراء هي الأفضل من حيث قيمتها التي تقل بنسبة 60% عن السيارة العادية.
ووجدت الدراسة أن السيارة الوسطية تخسر 22.5% (9674 دولاراً) من قيمتها بعد 3 سنوات، في حين أن السيارات الصفراء تخسر فقط 13.5% أو ما يعادل 6588 دولاراً.
وهذا يعني أن الصفراء يمكن أن توفر للمالكين (أو تكلف المشترين) أكثر من 3 آلاف دولار مقابل متوسط السوق.
وتشمل الألوان الأُخرى فوق المتوسط للمحافظة على القيمة كلاً من البيج والبرتقالي والأخضر والأحمر والأبيض والأزرق على التوالي.
وسبق أن قاد اللون الأصفر أيضاً دراسة اهتلاك لون السيارة لعام 2022، فيما احتل البرتقالي المرتبة الثانية، لكنه تراجع إلى المركز الثالث في العام 2023، ليحل محله اللون البيج الذي صعد من المركز التاسع قبل عام بسبب قوة أدائه في قطاع الشاحنات.
وقال براور: "على الباحثين عن ألوان أكثر شيوعاً في الاحتفاظ بالقيمة التفكير في اللونين الأحمر والأبيض.. لترجيح أن تكون أكثر قبولاً بالنسبة للمستهلك العادي".
وأشار إلى أن "اثنين من الألوان الأكثر شيوعاً، وهما الفضي والأسود، لا يزالان يُصنفان قريباً من أسفل قائمة العام 2023".