شهد سعر مادة "البنزين" في السوق السوداء بالعاصمة دمشق ارتفاعًا كبيرًا خلال الأيام الماضية، لتصل أسعار العبوات سعة 9 ليترات إلى 130 ألف ليرة سورية، ما يعني أن سعر الليتر الواحد بلغ 144,00 ليرة سورية.
ولاحظ الناس في الأسواق اختفاء بسطات بيع المحروقات بعد الحريق الذي طال 5 محال تجارية في منطقة "السومرية"، إذ اتفق حينها شهود عيان على أنه ناتج عن تخزين كميات كبيرة من المحروقات بصورة غير شرعية في المحال التي تضررت.
الجدير بالذكر أن الحريق الذي اندلع في منطقة السومرية بتاريخ 13 تموز، أدى بحسب مصدر في الدفاع المدني إلى احتراق 6 محال، وكات سببه تماس كهربائي.
سبب ارتفاع أسعار البنزين في سوريا:
بحسب ما نقل موقع "أثر برس" المحلي عن بعض الباعة الذين ما زالوا يعملون بشكل سرّي، فإن أسعار البنزين ارتفعت من مصدرها في القرى اللبنانية القريبة من الشريط الحدودي.
فيما يبرر آخرون ارتفاع سعرها بارتفاع أسعار الصرف، أما التبرير الأساسي فقد أرجع الأمر للتشدد في ملاحقة الباعة، ووقف عملية بيع المحروقات من قبل الجهات المختصة.
هذا ويقول أحد الباعة إن عملية بيع المحروقات كانت تسند راتبه بعائد يومي يعينه على المصاريف الحياتية، وبأن عملية بيع المحروقات من قبل البسطات حلت أزمة الطوابير في سوريا، متسائلاً: "ما الذي يمنع وجود مثل هذه "البسطات" التي تؤمن بضاعتها من لبنان إن كانت تحل مشكلة؟".
ويتابع الرجل بالحديث من وجهة نظره بأن "البسطات"، تحل مشكلة وملاحقتها تتسبب برفع الأسعار بشكل جنوني.
أما أحد أصحاب السيارات فيقول: "كنت أعتمد على البسطات، السعر مرتفع لكن مقبول، لكن زيادة سعر الليتر من 8000 إلى 14 أو 15 ألف يعني أن تكلفة تحريك السيارة باتت تصل للضعف، وبعملية حسابية لمن يسكن في مدينة قطنا وعمله في دمشق، فإنه يتحرك يومياً ماً بين 50-60 كم، أي يحتاج شهريا لقطع مسافة 1000 كم، بعد خصم أيام العطل، وهذا يعني احتياج سيارته لـ 100 ليتر شهرياً بالحد الأدنى، وبالتالي لنحو مليون ليرة ثمن بنزين حر شهرياً 50 ليتر منها حر بسعر 15 ألف لليتر الواحد، و50 بنزين مدعوم بسعر 3000 لليتر الواحد".
ويتابع الرجل بالشرح قائلاً: "الأمر نفسه ينسحب على سكان مدن الريف، التكلفة بالنسبة لمن يقطن جديدة عرطوز تعني تحرك يومي بحدود 30 – 35 كم أي بحدود 900 كم شهرياً، إن حصر تنقله بين سكنه وعمله فقط، والأمر مشابه لمن يسكن في مدينة جرمانا، وهذا يعني تكلفة شهرية تصل لـ 800 ألف ليرة شهرياً، ما بين مدعوم وحر، ومن لا يستطيع تحمل هذه التكاليف سيوقف سيارته حتماً، ناهيك عن تكاليف النقل والأسعار التي باتت مرتفعة جداً".