أزعجت أزمة غلاء الدواجن ومنتجاتها السوريين مؤخرًا، حيث وصل سعر صحن البيض في بعض أسواق دمشق إلى 34 ألف ليرة، أي أن سعر البيضة الواحدة تجاوز الألف ليرة كما تنبأ منذ فترة مدير عام المؤسسة العامة للدواجن.
وما يقلق الناس بالفعل، أنه لا يوجد أي مؤشرات تدل على انخفاض السعر أو حتى ثباته، ومن الواضح أنه سيرتفع أكثر مادامت مشاكل قطاع الدواجن هي ذاتها لم تتغير.
تعقيبًا على ذلك، كشف مدير عام المؤسسة العامة للدواجن "سامي أبو دان"، أن سبب ارتفاع تكاليف إنتاج البيض والدواجن يعود للاحتكار، حيث يتم حصر استيراد العلف بأشخاص محددين، وذلك على عكس ادعاءات سابقة ربطت الأمر بالغلاء العالمي.
ونقلت صحيفة "الوطن" المحلية عن "أبو دان" قوله، إن "ارتفاع أسعار العلف ليس عالمياً بل لأن استيراده محصور بأشخاص محددين ونطالب بفتح باب الاستيراد أمام الجميع".
وتابع أن أسعار الأعلاف في لبنان أقل من سورية بحدود 30 إلى 40 بالمئة، مشيراً إلى أنه يجب أن يكون هناك خطة واضحة لزراعة محاصيل زراعية داخلة بالأعلاف.
وعن فكرة إيجاد بدائل لفت إلى أنه يجب أن يكون هناك خطة واضحة لإنتاج محاصيل زراعية داخلة بالأعلاف، مشيراً إلى أنه خلال العام الماضي كان هناك خطوة مهمة لزراعة الذرة الصفراء لكن لم يكن هناك مجففات للذرة، وذهب الأمر هباءً.
وأوضح مدير المؤسسة أن مشكلات المربين واحدة تبدأ من ارتفاع أسعار الأعلاف، إضافة إلى الكوارث الطبيعية التي تعرض لها المربون ولم يلتفت إليها أحد، مؤكداً أن هامش الربح في الأعلاف كبير لدى المستوردين ومجهول الأسباب الأمر الذي انعكس على التربية.
يذكر أنه في نيسان الماضي، حذر أحد مربي الدواجن، من أن سعر صحن البيض سيصل إلى 30 ألف ليرة بعد شهر رمضان الحالي، مالم يتم تقديم الدعم للمربين.
ووافق رئيس مجلس الوزراء "حسين عرنوس" في 13 نيسان الماضي، على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة، تكليف "مصرف سورية المركزي" بتوجيه شركات الصرافة العاملة ضمن إطار لجنة التدخل، بإيلاء الأولوية بالتمويل لمستوردي المواد العلفية.
ويعمل قطاع الدواجن في سوريا حالياً بـ 20% من طاقته السابقة، وذلك بحسب عضو لجنة الدواجن في اتحاد الغرف الزراعية السورية "حكمت حداد" الذي عزا الأمر في حديث مع إحدى الإذاعات المحلية مؤخراً، لارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف الدعم الحكومي لتأمين الأعلاف، متوقعاً خروج أعداد أكبر من المربين خارج سوق العمل.
ويشتكي مربو الدواجن حالياً من رفع أسعار الذرة الصفراء، بحجة تداعيات الأزمة الأوكرانية، حيث تحتاج تربية كل كيلو فروج لـ 2 كيلو علف، وهذا يعود بتكاليف كبيرة لا تغطيها أسعار المبيع الحالية.