بات الكذب والمبالغة في السيرة الذاتية من عادات وتقاليد بعض الناس، لكن تحريف الحقيقة حول حياتك المهنية، بما يشمل إغفال معلومات لا تريد أن يعرفها صاحب العمل، ليست فكرة جيدة.
في هذا الصدد تقول "هانا مايسون"، المختصة بكتابة السير الذاتية وخبيرة البحث عن وظائف، إن ذلك من شأنه أن يعصف بالوظيفة التي تسعى لها كما أنه يلحق ضرراً بسمعتك.
وتشرح: "الأكاذيب تعود لترتد عليك، لذا فكر بما تريد تحقيقه على المدى الطويل“، مبينةً أن الميل إلى الكذب أو المبالغة ينبع جلّه من شعور بعدم الأمان لدى الباحثين عن عمل.
فيما يلي بعض أفضل الطرق لتبرز عملك الجاد الصادق وكل امتحانات كلية إدارة الأعمال التي تفوقت فيها:
أولًا: وضح إنجازاتك بشكل صحيح
عندما تشرح إنجازاتك لجعلها مثيرة للإعجاب، اختر مقياساً مناسباً لإبرازها. تقول "مايسون": "كان لدي عميل وكان أحد أكبر إنجازاته أنه ضم 48 عميلاً إلى المصرف الذي عمل فيه… لم يكن هذا ليبرز كأمر مثير للإعجاب، فسألته: ماذا كان أثر ذلك؟ اتضح أن هؤلاء العملاء الـ 48 كانوا مصدر 70% من إيرادات البنك".
أحدث إبراز النتيجة في هذا السياق الأثر المرجو، فحصل عميل "مايسون" على الوظيفة.
ثانيًا: كن على دراية بفنون الكتابة أو استعن بشخص لديه ذلك
أنت بحاجة لشخص يمكنه صياغة عنوان على غرار عناوين الصحف ليجذب به انتباه القارئ. قالت "مايسون" إن هذه العناوين البارزة باتت تظهر بازدياد في السير الذاتية تحت اسم الشخص وتفاصيله الرئيسية.
وبيّنت أن كثيراً من مسؤولي التوظيف أو مديري التوظيف يكونون في تنقل ويطّلعون على السير الذاتية باستخدام أجهزة نقّالة، وشرحت قائلة: "قد نكون جميعاً كسالى جداً بشأن قراءة فقرات مطولة، لذا فإن عنواناً رئيسياً وآخر فرعي بارزين لهما أهمية كبيرة"
بعد العنوان الرئيسي عليك تضمين اسم الوظيفة التي تسعى لها في عنوان فرعي وكذلك المهارات والإنجازات الأكثر صلة. حيث أكدت "مايسون" أنه "لا ينبغي الخلط بين هذا وبين ذكر الأهداف المهنية… التي هي عامة جداً وليست بالغة التأثير”.
امنح من استعنت به حرية إعادة صياغة نسختك حسب الحاجة ليحذف تفاصيل ليست ذات صلة، وليقدم وصفاً أفضل للوظائف والمهام الأكثر إثارة للاهتمام، وليزيل الحشو. يكتسب هذا الأمر أهمية خاصة إن كنت تواجه صعوبة في سرد قصتك بطريقة مقنعة: على سبيل المثال، إن كنت خجولاً لا تحب التباهي يستطيع محرر تقديم عون كبير في هذا. غالباً ما تحدد كيفية تقديم المعلومات الانطباع الذي تتركه سيرتك الذاتية.
ثالثًا: احذر التورية
مثلت "مايسون" ذات مرة مرشحاً لوظيفة في شركة محاماة كبرى في المملكة المتحدة. كانت لديه سيرة ذاتية قوية تشمل تعليماً رفيع المستوى وخبرة عمل كبيرة، وقد نجح في اجتياز الجولة الأولى من المقابلات ومراجعة السيرة الذاتية ومن ثمّ مقابلة المكتب وانتهى الأمر بتلقيه عرض عمل.
ثم كشفت عمليات التحقق من الخلفية والمراجع أنه لم يصدق بشأن تاريخ عمله السابق. إذ كان المحامي قد ترك صاحب العمل الأخير في ظروف غير مواتية وحرّف تاريخ آخر عمل له آملاً ألا يُكتشف ذلك. وفي نهاية المطاف سُحب منه عرض العمل وتوقفت شركة التوظيف التي كانت تعمل مايسون معها عن تمثيله كعميل.
وعلقت على ذلك: "لو كان صادقًا، لربما تمكنا من العثور على منصب له لأنه يتمتع بخلفية جيدة وخبرة كبيرة“.
ونصحت ختامًا: "من الأفضل على الدوام أن تكون سيرتك الذاتية أقل كمالاً طالما ظهر عبرها أنك إنسان صادق".