4 أمور حدثت مؤخرًا وهددت مكانة الدولار... لم يلاحظها البعض لكنها خطيرة

30/01/2023

يرى خبراء الاقتصاد، أن العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا كان لها تأثير في النظم الاقتصادية والتجارية والمالية العالمية على نحوٍ أثار مخاوف في السوق والأوساط الاقتصادية بخصوص تعديل النظام المالي العالمي، وكانت أحد القضايا الرئيسة التي تخضع للمناقشة هي حالة الدولار الأميركي، وموثوقيته كعملة عالمية ضمن نظام حيادي حقيقي.

حتى أن "غيتا غوبيناث"، النائبة الأولى للمدير العام لصندوق النقد الدولي، حذرت من أن سياسات أمريكا المالية وعقوباتها التي استخدمت الدولار كسلاح، قد تضعف تدريجيا دور الدولار الأميركي في العالم، وذلك سيؤدي إلى مزيدٍ من التفتت للنظام النقدي الدولي.

نرى معالم ذلك واضحةً من خلال 4 أمور حدثت مؤخرًا، لكن لم يولها الناس كثيرًا من الاهتمام، وهي:

أولًا: البرازيل والأرجنتين تخططان لعملة مشتركة

أعلنت البرازيل والأرجنتين مؤخرًا أنهما تستعدان لإطلاق عملة مشتركة، تسمى Sur أي جنوب، والتي يمكن أن تصبح في نهاية المطاف مشروعًا شبيهًا باليورو تتبناه كل أميركا الجنوبية.

وصرّح زعيما الدولتين في بيان مشترك إن العملة الموحدة يمكن أن تساعد في تعزيز التجارة في أميركا الجنوبية، لأنها تتجنب تكاليف التحويل وعدم اليقين بشأن سعر الصرف.

ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تآكل هيمنة الدولار في المنطقة، بالنظر إلى أن الدولار يمثل ما يصل إلى 96% من التجارة بين أميركا الشمالية والجنوبية من عام 1999 إلى عام 2019، وفقًا لمجلس الاحتياطي الفدرالي.

ثانيًا: عملة مشفرة مقوّمة بالذهب 

تعمل روسيا وإيران معًا على تطوير عملة مشفرة مدعومة بالذهب "عملة مستقرة'' يمكن أن تحل محل الدولار في المدفوعات الخاصة بالتجارة الدولية.

ويريد البلدان - اللذان تضررا من العقوبات الغربية - إصدار العملة لاستخدامها في المعاملات عبر الحدود، مع خطة لإطلاقها في منطقة اقتصادية خاصة في أستراخان في جنوب روسيا، والتي كانت بالفعل تتعامل مع الشحنات الإيرانية.

لكن لا يمكن للمشروع المضي قدمًا إلا بعد أن يتم تنظيم سوق الأصول الرقمية في روسيا بالكامل، وفقًا لأحد المشرعين في موسكو.

ثالثًا: الإمارات والهند تبحثان استخدام الروبية في التجارة غير النفطية

طرحت الإمارات العربية المتحدة والهند فكرة إجراء تجارة غير نفطية بالروبية، وستبنى هذه الخطوة على اتفاقية التجارة الحرة الموقعة العام الماضي، والتي تهدف إلى تعزيز التجارة غير النفطية بين البلدين إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2027.

رابعًا: بترويوان بدلًا من البترودولار

تتطلع الصين إلى إضعاف الدولار عن طريق جعل اليوان بديلاً عنه في صفقات النفط، في ضوء زيادة تجارتها مع روسيا بعد حربها مع أوكرانيا.

وتكمن الخطورة أن هذه الخطوة ربما تقضي – أو تساهم بالقضاء - على نظام البترودولار المعمول به منذ السبعينيات، حيث تتم تسوية معاملات النفط العالمية بالدولار إلى حد كبير.

وقبيل نهاية العام الماضي، بدأت بكين في شراء خام موسكو بتخفيضات كبيرة، وإتمام تلك المشتريات باليوان بدلاً من الدولار، مما أدى إلى ظهور ما يسمى بترويوان.

يذكر أنه مع ارتفاع الدولار، تصبح عقود النفط أكثر تكلفة لأن الصفقات مسعرة إلى حد كبير بالعملة الأميركية، وهذا يفسر أيضًا تحول الصين بعيدًا عن الدولار.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: