يشرح لنا "ريتشارد وايزمان"، أستاذ علم النفس ومؤلف كتاب The Luck Factor أن أفعال الإنسان وعقليته يمكن أن يلعبوا دوراً في أن جعله شخصاً محظوظاً.
وخلال دراسة مدتها 10 سنوات -نشرها وايزمان عام 2003- تحدث فيها إلى 400 شخص عّرفوا أنفسهم بأنهم محظوظون أو سيئو الحظ، وجد أن أولئك أصحاب الفئة الأولى ممن يتمتعون بحظ مهني أو شخصي تشابهت طرق استجابتهم للمواقف.
وفيما يلي السمات الأربع المشتركة التي تقاسمها الأشخاص المحظوظون ماليًا وفقًا للعالم:
أولًا: يجيدون اقتناص الفرص
غالباً ما يعتمد المحظوظون على طرق متنوعة لتحقيق أهدافهم، فهم لا يتمسكون بطريق واحد في سبيل ذلك، الأمر الذي يعزز من فرصهم.
هذا النوع من المرونة يضع هؤلاء الأشخاص في مواقف يلتقون على الأرجح فيها بأشخاص جدد.
وأضاف "وايزمان": من السهل على الأشخاص استنفاد كافة الفرص في حياتهم عبر التحدث إلى نفس الأشخاص أو اتخاذ نفس الطرق من وإلى العمل، أو الذهاب إلى نفس الأماكن في العطلات، لكن الأماكن الجديدة أو حتى العشوائية توفر إمكانية الحصول على فرص جديدة.
ثانيًا: يستمعون إلى حدسهم بدون تردد
كشفت الاختبارات الشخصية أن الأشخاص غير المحظوظين يكونون بشكل عام أكثر توتراً أو قلقاً، هذا القلق قد يؤدي إلى التردد.
وفي المقابل، فإن المحظوظين قادرين على اتخاذ خطوات سريعة عبر الاستماع إلى حدسهم، فالثقة في حدسهم تمكنهم من اتخاذ إجراءات جادة كما أنهم بذلك يعرضون أنفسهم لفرص جديدة.
ثالثًا: متفائلون وإيجابيون
في البحث الذي أجراه "وايزمان"، وجد أن المحظوظين دائماً ما يجدون شيئاً إيجابياً في المواقف السلبية.
وفي إحدى التجارب طلب تخيل سيناريو يتعرض فيه الشخص إلى عملية سطو أثناء تواجده داخل بنك حيث يطلق أحد منفذي الهجوم النيران على ذراعه.
ويميل الأشخاص غير المحظوظين إلى الإجابة على هذا الموقف بأنه من سوء طالعهم أن يكونوا متواجدين في البنك لحظة الهجوم.
في المقابل، يرى المحظوظون أنهم محظوظون بهذا الموقف وعادة ما يعلقون بشكل عفوي كيف كان من الممكن أن تسير الأمور على نحو أسوأ.
كما علق أحد المشاركين المحظوظين بأنه محظوظ لأنه كان من الممكن أن تصيبه الرصاصة في الرأس.
رابعًا: مرنون ويتأقلمون مع التغيير
المحظوظون يتعافون حتى عندما لا تسير الأمور وفقاً لمخططاتهم، فهم يميلون إلى تخيل كيف أن الحظ السيئ الذي يواجهونه كان من الممكن أن يكون أسوأ.
وبتلك الطريقة يشعرون بتحسن كبير تجاه نظرتهم إلى أنفسهم وحياتهم، وهو ما يساعد في المقابل على الحفاظ على توقعاتهم المرتفعة للمستقبل.
يتمتع هؤلاء بالمرونة ويدركون أن الحياة لا تسير على مزاج أحد، فمهما بدت خططهم وأهدافهم منطقية ومحكمة يتقبلون فشلها ويقومون بتعديلها وفقًا للظروف الجديدة، بدلًا من ندب الحظ وإلقاء اللوم هنا وهناك.