تشير أحدث البيانات إلى أن إنتاج الدول العربية من الغاز الطبيعي شهد نموًا خلال العام الماضي، بالتوازي مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي لمستويات تاريخية؛ إذ استفادت خزائن الدول المصدّرة لهذا الوقود الأحفوري بشكل كبير.
ونستعرض عليكم في الصورة أدناه أكبر الدول العربية من حيث مخزون الغاز الاحتياطي، حيث تصدرت قطر تلتها السعودية والإمارات، وكانت الجزائر هي الأولى من خارج الخليج.
وتجدر الإشارة إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي عالميًا ارتفع بنحو 4.8% في العام الماضي (2021)، ليصل إلى 4036.9 مليار متر مكعب، مقابل 3861.5 مليارًا في العام السابق له (2020)، بحسب بيانات بي بي.
وعلى الصعيد العربي، تعتمد الدول العربية اعتمادا كاملًا على النفط والغاز الطبيعي لتلبية متطلباتها من الطاقة. حيث يشكل هذان المصدران حوالي 97.9٪ من إجمالي استهلاك الطاقة في الدول العربية في عام 2021، وفقًا للتقرير الصادر عن صندوق النقد العربي تحت عنوان "التقرير العربي الاقتصادي الموحد"، ويعود ذلك نظرًا لمحدودية المصادر الأخرى المتمثلة بالطاقة الكهرومائية والفحم، وعدم استغلال عوامل الطاقة المتجددة الأخرى مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ويظهر التقرير بأن المنطقة العربية تشكل أحد أكبر المناطق الاقتصادية في إنتاج العالمي للنفط والغاز الطبيعي، حيث بلغت احتياطيات الغاز الطبيعي في الدول العربية في العام 2021 حوالي 55.2 تريليون متر مكعب مثلت حوالي 26.9٪ من الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي، وبلغ إنتاج الدول العربية من الغاز الطبيعي خلال العام 2021 حوالي 661.5 مليارات متر مكعب في السنة شكلت نسبة 16.0٪ من الغاز الطبيعي المسوق عالميا.
ورغم امتلاك دول الخليج لاحتياطات هامة من الغاز الطبيعي، إلا أن قدراتها التصديرية محدودة باستثناء قطر، بينما تكافح أوروبا للحصول على حصة أكبر قبيل الشتاء.
وتجد دول الخليج الأخرى صعوبات كبيرة في تغطية احتياجاتها المتزايدة من الغاز الطبيعي، وتلجأ غالبيتها للاستيراد، وحتى إلى إعادة تصدير الغاز المستورد (بعد تسييله) إلى أسواق أخرى، رغم أنها تنام على احتياطات هامة.
وتتباين قدرات كل بلد من بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، والإنتاج والقدرة على التصدير.