رغم الآفاق السلبية والصورة القاتمة التي يقبع فيها الذهب مؤخرًا، خصوصًا بعد صدور البيانات الأمريكية الأفضل من المتوقع والتي أشارت إلى إمكانية تحمل رفوعات أخرى للفائدة، يبدو أن بنوك الاستثمار العالمية لا تزال تراهن على انفجار أسعار المعدن الثمين إلى مستويات قياسية.
لكن ومن بين جميع التوقعات الجريئة، يبرز على الساحة مؤخرًا تحليل لـ "ساكسو بنك" يتوقع فيه بلوغ الذهب 3000 دولارًا للأونصة في 2023، بعدما مزقته الحرب والتضخم.
إعادة تسعير الفائدة ضربة مؤقتة للذهب ولكن:
جاء في تقرير مؤسسة "ماركيت ووتش"، أن ما حدث مؤخرًا، كان بمثابة ضربة قاضية أخرى للمستثمرين الذين يعتمدون على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأقل عدوانية.
والآن لا يستبعد البعض تحولًا دراماتيكيًا من البنك المركزي (أي زيادة بنسبة 0.75٪ بدلاً من 0.50٪) خصوصًا بعد البيانات القوية عن الخدمات والوظائف والأجور.
ويرى التقرير أن هذه التقلبات العنيفة في توجهات الأسواق تتماشى في الإطار العام لأحداث 2022 إجمالًا، حيث استبدال الراحة من الخروج من جائحة كورونا بأزمة أكبر حرب على شواطئ أوروبا منذ عقود، والتي أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم في جميع أنحاء العالم.
ساكسو بنك يقول كلمته:
ينصب التركيز في توقعات عام 2023 على أن "العودة إلى ديناميكية مكافحة التضخم السابقة للوباء أمر مستحيل لأننا دخلنا في اقتصاد حرب عالمية"، وفقًا لمذكر ساكسو بنك.
ويقول كبير مسؤولي الاستثمار في البنك "ستين جاكوبسن": "تتدافع الآن كل القوى العظمى في جميع أنحاء العالم لتعزيز أمنها القومي على جميع الجبهات".
ويضيف: " لقد انعكس الحس العسكري على أزمة سلسلة التوريد العميقة، والطاقة، وحتى انعدام الأمن المالي الذي كشفته تجربة الوباء والغزو الروسي لأوكرانيا".
وبعد تلك المقدمة يعود إلى موضوع الذهب ويؤكد تقاطع الذهب مع 2075 دولارًا، ثم يقفز بمقدار 3000 دولار للأونصة "في ظل تضخم لا يمكن وقفه".
وأضاف "جاكوبسن": "إن تشديد السياسة والتشديد الكمي لبنك الاحتياطي الفيدرالي يؤديان إلى مأزق جديد في أسواق الخزانة الأمريكية، مما يجبره على اتخاذ إجراءات مخادعة جديدة للحد من تقلبات سوق الخزانة".
وقال أيضًا إن تلك الإجراءات ترقى حقًا إلى التيسير الكمي الجديد بحكم الواقع، والتي ستأتي مع إنهاء الصين لسياسة الصفر، ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب وتكاليف السلع والتضخم.
توقعات صعود الذهب إلى 3000 دولار للأونصة... رأي طرف محايد:
وصف تقرير مؤسسة "ماركيت ووتش" أحدث توقعات "ساكسو بنك" بـ "التوقعات الفاحشة"، حيث إنها تتوقع ارتفاع أسعار المعدن الأصفر بأكثر من 1200 دولار خلال عام 2023.
لكن ذلك لا يعني الاستهانة بكلام بنك وفريق ساكسو العريق، فهم قد توصلوا إلى بعض النبوءات الجامحة في العقد الماضي، وهي:
- توقع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2015
- انخفاض بنسبة 25 ٪ لمؤشر S&P 500 من أعلى مستوى له في عام 2007 في عام 2008.
- قفزة بيتكوين الهائلة في عام 2017.
ومن توقعات البنك الأخرى للمستقبل بما لا يخص الذهب لدينا:
- إنشاء مجلس وطني جديد للأسعار والدخل في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
- تتحول الدول غير الحليفة للولايات المتحدة بعيدًا عن واشنطن وصندوق النقد الدولي لتحديد عبر اتحاد مقاصة دولي (ICU) وصندوق احتياطي جديد يسمى Bancor
- تخفض البنوك المركزية غير المنحازة لواشنطن احتياطيات الدولار الأمريكي.
- ينخفض الدولار بنسبة 25٪ مقابل سلة من العملات المتداولة.
- تثبت اليابان سعر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني عند 200.
- يفشل التدخل في سوق الفوركس ويزداد التضخم.
- تعيد السلطات العالمية تنظيم النظام النقدي، وتمحو جميع الديون وتعيد رسملة البنوك.
- توسعًا في الأسعار وضوابط الأجور.