حلّت دمشق في المركز الأول ضمن قائمة المدن الأقل كلفة للعيش في العالم، وذلك للعام الثالث على التوالي، وفق ترتيب صدر عن مجلة "الإيكونوميست"، يوم الخميس. إذ تعتمد هذه المجلة على قياس الأسعار بالعملة الأمريكية الدولار، وهذا ما يفسر الترتيب الحالي للعاصمة السورية.
وعلى عكس ما يوحي له التصنيف الصادر عن المجلة البريطانية، يعيش سكان دمشق في ظروف صعبة جدًا، معتمدين على متوسط دخل متدني للغاية بنحو 35 دولاراً شهرياً (في القطاعين العام والخاص).
وجاء بعد دمشق، طرابلس الليبية، ومن ثم طهران، بوصفهما ثاني وثالث أقل مدن العالم كلفةً للعيش. فيما احتلت العاصمة التونسية المرتبة الرابعة، والعاصمة الجزائرية المرتبة العاشرة.
وقالت المجلة إن هذا الترتيب يعكس ضعف اقتصادات هذه البلدان وعملاتها، مضيفةً أن دمشق وطرابلس، اللتان غالباً ما تكونان في أسفل التصنيف، لم تشهدا سوى معدلات تضخم معتدلة في العملة المحلية خلال العام الماضي، حسب وصفها.
ماذا عن المدن الأكثر غلاءً في العالم؟
تصدّرت نيويورك للمرة الأولى ترتيب أغلى مدن العالم، مناصفة مع سنغافورةٍ، المعتادة على أن تشغل المرتبة الأولى؛ بسبب أزمة ارتفاع كلفة المعيشة عالميًا، حسب ما أوردت مجلة "الإيكونوميست".
وجاء في تقرير عام 2022 حول كلفة المعيشة الذي نشرته المجلة البريطانية -اليوم الخميس- أن "الأسعار ارتفعت بنسبة 8.1% كمتوسط على أساس سنوي (بالعملة المحلية) في 172 مدينة كبرى في العالم، وهي أكبر زيادة تسجل منذ 20 سنة على الأقل".
وهذا الارتفاع يعكس تأثير "الحرب في أوكرانيا، والقيود المستمرة المرتبطة بوباء كورونا، التي تعطّل سلاسل التوريد"، وتؤثر -بشكل خاص- في "الطاقة والغذاء".
وحلّت نيويورك وسنغافورة على رأس الترتيب للمرة الثامنة خلال عشر سنوات، محلّ "تل أبيب" العصب الاقتصادي والثقافي لدولة الاحتلال (إسرائيل)، والتي تصدّرت الترتيب العام الماضي.
ودفعت قوة الدولار في الأشهر الأخيرة -كونه ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات- المدن الأميركية إلى أعلى المراتب في التصنيف؛ لأن هذا يحدث بعد تحويل الأسعار إلى العملة الأميركية، ومن ثم فإن ارتفاعه يؤدي -تلقائيًا- إلى أسعار منخفضة أكثر خارج الولايات المتحدة.
وهكذا بلغت لوس أنجلوس المرتبة الرابعة، وسان فرانسيسكو المركز الثامن.
وشهدت موسكو، وسان بطرسبرغ ارتفاعًا في الأسعار، وقفزتا في التصنيف العالمي؛ حيث وصلت العاصمة الروسية إلى المرتبة 37 تحت أثر العقوبات الغربية، وسوق الطاقة المزدهر، الذي يدعم الروبل، كما قالت الإيكونوميست.
ولكن معظم المدن الأوروبية الأخرى تتراجع، حيث أثرت أزمة الطاقة والاقتصادات الضعيفة في اليورو والعملات المحلية. وهكذا فقدت باريس أربعة مراكز، لتصل إلى المرتبة التاسعة، في حين تراجعت ليون 34 مرتبة، لتصل إلى المرتبة 90.