من المنتظر أن تودع المملكة العربية السعودية 5 مليارات دولار في البنك المركزي التركي، بما يمثّل دفعة كبيرة لمحاولة الرئيس رجب طيب أردوغان الحفاظ على استقرار الليرة قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
في هذا الصدد، قال متحدث باسم وزارة المالية السعودية إن المملكة في المرحلة "الأخيرة" من المناقشات لتقديم الدعم لتركيا، مؤكداً تقريراً سابقاً لـ"رويترز".
كما أكدت وزارة الخزانة والمالية التركية أن البلدين على وشك الانتهاء من صفقة إيداع المبلغ في البنك المركزي.
هذا ومن المرجح أن يتم التوقيع على الاتفاقية قريباً، تتويجاً للتقارب مؤخراً بين الحكومتين التركية والسعودية، والذي أنهى سنوات من الخصومة.
سيمثّل ذلك، أيضاً، انتصاراً للرئيس التركي "أردوغان"، الذي لجأ إلى دول الخليج العربية للحصول على الدعم المالي في وقتٍ سابق من هذا العام.
و "أردوغان" كان قد صرّح للصحفيين، في وقتٍ سابق، أن الاحتياطيات الرسمية لتركيا ستقفز على الأرجح إلى 130 مليار دولار قريباً، ارتفاعاً من ذروة 2022 البالغة 117.5 مليار دولار التي شهدتها هذه الاحتياطيات خلال الأسبوع الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني.
استثمارات سعودية بالمليارات في تركيا:
وجّه مجلس الوزراء السعودي مؤخرًا بتشجيع الاستثمار المباشر مع تركيا، معلنًا تفويض وزير الاستثمار السعودي -أو من يُنيبه- بإجراء مباحثات مع الجانب التركي، بشأن مشروع مذكرة تفاهم بين البلدين في هذا الصدد.
ووفقًا لتقرير صادر عن اتحاد الغرف التجارية السعودية نهاية العام الماضي؛ فقد بلغ حجم الاستثمارات السعودية في تركيا نحو 8 مليارات دولار أميركي، لكن وزير التجارة السعودي "ماجد القصبي" قال في مقابلة مع "TRT عربي" -نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي- إن حجم استثمارات بلاده في تركيا بات يبلغ حوالي 18 مليار دولار في الوقت الراهن، فيما أكّد وجود خطة لاستثمار ما بين 3 إلى 4 مليار دولار إضافية.
كما ارتفع عدد الشركات السعودية العاملة في تركيا إلى أكثر من 1100 شركة مع نهاية العام الماضي، بزيادة هائلة مقارنة بما كانت عليه خلال عام 2011، حيث بلغ العدد -وقتها- 11 شركة سعودية فقط.
وقالت الباحثة التركية الخبيرة في اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "شريفة أكنجي" إن الاستثمارات السعودية موزّعة في المدن الكبرى؛ مثل: إسطنبول وأنقرة وكوجالي وتيكيرداغ وسكاريا وأنطاليا، وتتركّز بشكل خاص في قطاعات الزراعة والكيماويات الزراعية والأدوية والأجهزة الطبية والغذاء والترفيه والإسكان والبناء والتأمين والآلات والمعدات.
في أي القطاعات يستثمر السعوديون بتركيا؟
أوضحت "أكنجي" في حديثها لوكالة "الجزيرة"، أنه في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص، برز قطاع الإسكان والتشييد في تركيا، أحد أكثر القطاعات جاذبية للمستثمرين السعوديين، مشيرةً إلى أن قطاع الإسكان في تركيا يشكّل حوالي 30% من إجمالي الاستثمارات السعودية في البلاد.
وأردفت أن السعودية من بين الدول ذات الاستثمار الكبير في القطاع العقاري بتركيا، مضيفة أن بيانات معهد الإحصاء التركي تُظهر تقدّم المملكة على العديد من دول الشرق الأوسط في هذا الصدد، من خلال شراء ما يقرب من 15 ألف منزل بين عامي 2015-2022.