تشير أحدث المعلومات إلى أن المشاريع النووية للولايات المتحدة أصبحت مهددة بسبب هيمنة روسيا على نسبة كبيرة من مصادر "اليورانيوم" المستخدم في هذه الصناعة.
ومن المعروف أن المشاريع النووية ليست عسكرية فقط، بل أصبحت أغلب استخدامات هذه التكنولوجيا في العالم بالمجال السلمي، حيث يتزايد الاعتماد على الطاقة النووية كبديل أرخص وأنظف وأكثر كفاءة مقارنة بالطاقة التقليدية.
في هذا الصدد، قال تقرير نشره موقع "أويل برايس" الأميركي، إن الولايات المتحدة تضاعف جهود توليد الطاقة النووية كوسيلة لتقليل الانبعاثات وتدعم المشاريع التجريبية للمفاعلات النووية الأصغر المتقدمة التي تعد بأن تكون أكثر كفاءة وأقل تكلفة في البناء من الأسطول النووي الحالي.
لكن التقرير يلفت إلى أن "هناك عقبة رئيسية واحدة أمام بناء المفاعلات الأكثر تقدماً قيد التطوير في الولايات المتحدة، وهو نوع وقود اليورانيوم الذي تم تصميم هذه المفاعلات لتشغيله، حيث يُباع هذا الوقود حالياً بشكل تجاري من قبل شركة واحدة فقط في العالم، وهذه الشركة تابعة لشركة روساتوم الروسية الحكومية للطاقة الذرية".
في الواقع، تدرك الحكومة الفيدرالية في واشنطن والشركات الأميركية التي تطور مفاعلات نووية متقدمة، الحاجة الملحة لإنهاء الاعتماد على شركة حكومية روسية للوقود النووي من أجل المفاعلات النووية الأميركية من الجيل التالي.
ولاحظت جمعية منتجي اليورانيوم في أميركا خلال جلسة استماع للجنة مجلس الشيوخ بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، أن "لا شيء تقريباً من الوقود اللازم لتشغيل الأسطول النووي الأميركي اليوم يأتي من المنتجين المحليين، بينما تشتري المرافق النووية الأميركية ما يقرب من نصف اليورانيوم الذي تستخدمه من الكيانات المملوكة للدولة في روسيا وكازاخستان وأوزبكستان".
وفي معرض حديثها حول هذا الموضوع، قال "سكوت ميلبي"، رئيس الاتحاد ونائب الرئيس التنفيذي في شركة (Uranium Energy Corp)، إن "روساتوم ليست خاضعة للعقوبات الغربية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب أهمية الشركة الحكومية الروسية في سلسلة التوريد لصناعة الطاقة النووية العالمية. لكن الشركات الأميركية التي تطور الجيل القادم من المفاعلات النووية الأكثر كفاءة والأرخص والأكثر صداقة للبيئة لم تعد ترغب في التعامل مع روسيا بعد الآن".
بينما يؤكد تقرير "أويل برايس" أن الحاجة ماسة حالياً إلى سلسلة إمداد محلية مجدية تجارياً ومستقرة للوقود الخاص بتلك المفاعلات المتقدمة.
ويقول مورد الوقود النووي الأميركي (Centrus Energy)، وهي الشركة الوحيدة في الولايات المتحدة المرخص لها حالياً لإنتاج الوقود النووي المتقدم المسمى (HALEU): "إذا كانت أميركا تريد أن تقود النشر العالمي لهذه المفاعلات الجديدة المبتكرة، فإن إنشاء مصدر محلي مضمون لهذا الوقود أمر ضروري".
والوقود النووي (HALEU) هو اليورانيوم الذي تم تخصيبه بحيث يكون تركيز النظير الانشطاري فيه بين 5% و20% من كتلة الوقود، وهذا أعلى من تركيز اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3% إلى 5%، والذي يغذي أسطول المفاعلات الحالي.
قال متحدث باسم وزارة الطاقة الأميركية، إن "إنتاج الوقود النووي المتقدم مهمة حاسمة ويتم تقييم جميع الجهود لزيادة إنتاجه".