مع استمرار البنك الفيدرالي الأمريكي في سياساته النقدية المتشددة، عاد الخبراء في "سيتي بنك" للتحذير مجددًا من أن الدولار الأمريكي سيزداد قوةً وسيحقق قممًا غير مسبوقة.
ومع أن ذلك لا يعتبر أنباءً إيجابية للذهب الذي فشل في الصمود ضمن مستويات أعلى من 1700 دولارًا للأونصة، فيعتقد محللو البنك أن استمرار قوة الدولار سيكون لصالح الأسهم الأمريكية الضخمة ذات رؤوس الأموال الكبيرة نظرًا لوضعها "كملاذ آمن نسبيًا". ولا ننس أيضًا أن الولايات المتحدة مستعدة للمخاطرة بأسواقها المالية إلى حد معين فحسب، ولن تسمح بالانهيار أو التدهور الكبير.
الرابح الوحيد:
وجاء في ملاحظة لعملاء البنك أن "الشركات الأمريكية ذات رؤوس الأموال الكبيرة هي الرابح المحتمل نسبيًا في مشهد الأسهم العالمية إذا استمر الدولار في الارتفاع، وذلك على الرغم من الرياح المعاكسة لربحية الأسهم".
وأضاف البنك في المذكرة التي نشرها أنه "من المحتمل أن يدفع الدولار القوي، الذي يجدد مخاوف النمو الأكثر حدة، المستثمرين بشكل ما إلى التوجه إلى الولايات المتحدة. من المحتمل أن تتفوق الشركات الكبرى على الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة نظرًا لارتفاع مخاطر الأخيرة ".
ومع ذلك، ستستمر قوة الدولار في الإضرار بالأرباح وفقًا لما أظهرته حسابات "سيتي بنك" بأن "زيادة + 11٪ في الدولار في العام الماضي قد تضر بالأرباح على مستوى المؤشر في أوائل عام 2023 بمقدار - 15-20 دولارًا."
وأضاف المحللون: "هذا معترف به جيدًا في تقديراتنا لربحية السهم (EPS) لعام 2023 لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 البالغة 215 دولارًا أمريكيًا، ولكن ليس بالإجماع التصاعدي وصولًا إلى 239 دولارًا".
الذهب يهبط:
انخفضت العقود الفورية للذهب مقابل الدولار أمريكي خلال تعاملات اليوم الثلاثاء قليلًا في حدود 1 دولار نزولا إلى مستويات 1667 دولار للأونصة، ثم عادت للاستقرار في مستويات 1670 دولار.
وتحوم العقود الآجلة للمعدن الأصفر قرب مستويات 1675 دولار خلال تعاملات اليوم الثلاثاء حيث لا تزال تتأرجح بين مستويات 1680 دولار ومستويات 1667 دولار.
وتراجعت أسعار الذهب بأكثر من 34 دولارًا، في ختام تعاملات أمس الاثنين مع ارتفاع الدولار وعوائد السندات، بعد بيانات الوظائف الأميركية.
وسجّل المعدن النفيس أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع؛ إذ عززت البيانات الأميركية التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيواصل رفع أسعار الفائدة بشكل كبير.
توقعات الذهب في ظل قوة الدولار:
قال محلل السوق والاستراتيجي الشهير "ييب جون رونغ"، إن أسعار الذهب تتأثر بتراكم توقعات رفع أسعار الفائدة من الأسبوع الماضي، والتي نجمت عن تقرير الوظائف الأميركية الأكثر من المتوقع.
وأضاف أن أسعار المعدن الأصغر تبدو كما هي، في الاتجاه الهبوطي الذي تسير عليه في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من أن الذهب يعد أحد الملاذات الآمنة للعملة للتحوط ضد الاضطرابات الاقتصادية والتضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يرفع من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب عديم العوائد، كما أن كون الذهب مسعرا بالدولار، فإن هذا يعني أن ارتفاع الدولار يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين حاملي العملات الأخرى، مما يحد من الطلب على السبائك ويدفعها للتراجع.
في السياق ذاته أوضح محللو بنك "كريدي سويس" أنهم يتوقعون تعرض الذهب لضغوطات هبوطية قوية خلال الربع الرابع، وعلى المدى القصير، أشار البنك إلى أن تلك الضغوطات على أسعار الذهب كانت ستقل في حال أغلقت السبائك أسبوعيًا فوق 1724 دولارا للأوقية؛ وهو ما بات مستبعدًا بعد فشل الذهب بالتماسك خلال الأيام الماضية.