صعدت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في 4 أسابيع، على وقع مخاوف المستثمرين جراء تصاعد التوترات في العلاقات الأميركية الصينية مع توجه رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" إلى تايوان.
وقد ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى 1780.53 دولار للأونصة، كما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.6%، بينما تغيرت الفضة والبلاتين قليلاً. ثم عاد سعر الأونصة حاليًا إلى مستويات البارحة ليبلغ 1772 دولار متخليًا عن مكاسبه السابقة.
وغالباً ما يستفيد المعدن الأصفر من نوبات الاضطرابات الجيوسياسية، حيث ستعطي رحلة "بيلوسي" إلى تايوان دفعة قوية للرياح التي ساعدت الذهب على الارتداد من أدنى مستوى له في 15 شهراً.
ساعد انعكاس ارتفاع الدولار والمخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد العالمي أسعار السبائك على تحقيق مزيد من المكاسب.
ما الذي يثير التوترات الأمريكية الصينية بشأن تايوان؟
من المتوقع أن تصل بيلوسي في وقت لاحق اليوم الثلاثاء إلى تايوان التي تعتبرها الصين أراض تابعة لها، لتكون بذلك أكبر سياسية أميركية تزور الجزيرة منذ ربع قرن، وقد حذرت بكين من عواقب، بما في ذلك العمل العسكري، إذا استمرت الرحلة.
وهددت الصين يوم أمسٍ الإثنين أن جيشها لن يقف مكتوف الأيدي في حال إقدام رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" على زيارة تايوان.
وصدر التحذير الأحدث خلال إفادة دورية لوزارة الخارجية الصينية. إذ قال المتحدث باسم الوزارة "تشاو لي جيان" إنه بسبب وضع "بيلوسي"، فإن زيارة تايوان، التي تقول الصين إنها تابعة لها، سيكون لها تأثير سياسي جسيم، وفقا لرويترز.
وتبدأ "بيلوسي" جولة تشمل أربع دول آسيوية بزيارة سنغافورة وسط تكهنات كبيرة بأنها قد تخاطر بإغضاب بكين من خلال زيارة تايوان المتمتعة بحكم ذاتي.
من وجهة نظر اقتصادية... أين تكمن أهمية تايوان؟
بغض النظر عن كافة الجوانب الأخرى القابلة للأخذ والرد، فإن الأهمية الاقتصادية والتكنولوجية لتايوان قد تمثل الجانب الصاعد في مسعى أمريكا للحفاظ على الجزيرة بعيدًا عن أيدي الصين.
في حال ضم الصين لتايوان، ستتمكن بكين أيضاً من الوصول إلى صناعتها عالية التقنية، وضمن ذلك مصانع أشباه الموصلات ذات المستوى العالمي، مما يضيف إلى قاعدة بكين الصناعية الكبيرة.
إذ تهيمن تايوان على تصنيع أشباه الموصلات، حيث استحوذ مصنعوها على أكثر من 60% من إجمالي السوق في هذه الصناعة، وفقاً لبيانات شركة الأبحاث TrendForce في تايبيه، أوردها موقع CNBC الأمريكي الاقتصادي في مارس/آذار 2021.
وتعد شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية "TSMC" أهم صانع للرقائق في العالم وأهم مورد للصين، متفوقة بشكل كبير على شركة سامسونغ الكورية التالية لها في الترتيب العالمي في هذه الصناعة الحيوية لكل السلع اللازمة للحضارة الحديثة.
والشركة التايوانية هي المزود الرئيسي للشرائح الإلكترونية وأشباه الموصلات لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل Apple وQualcomm وNvidia.
يمكن قياس الأهمية البالغة لتايوان في مجال صناعة أشباه الموصلات العالمية من حقيقة أن أزمة سلاسل التوريد الخانقة التي أعقبت انحسار جائحة كورونا والتي أدت إلى تقليص إنتاج مروحة واسعة من المنتجات تشمل السيارات والهواتف المحمولة والأجهزة الكهربائية، سببها مشكلات في الإنتاج بتايوان التي تكاد تحتكر إنتاج نحو أشباه الموصلات.
فضم تايوان من قبل بكين معناه سيطرتها على جزء كبير من هذه الصناعة المهمة، وإضافة إلى سيطرة الصين شبه الاحتكارية الحالية على جزء من سلاسل التوريد في صناعات الإلكترونيات، فإن هيمنتها على صناعة أشباه الموصلات التايوانية معناها هيمنة كاملة على كل أو معظم مراحل صناعات الإلكترونيات في العالم من مرحلة استخراج الخامات للتجميع النهائي.
وفي هذا الإطار فرضت تايوان قيوداً على سفر المهندسين العاملين في هذا المجال للصين.
ننصحكم بقراءة: قصة تايوان وأهميتها الخطيرة للصين والعالم... الدولة القادرة على إنهاء عصر التكنولوجيا