حذر أستاذ كلية الآداب - قسم علم الاجتماع الدكتور "أحمد الأصفري"، مما قد يكون أزمة اجتماعية في سوريا، تمثلت بأن نسبة الشباب العازفين عن الزواج في البلد بلغت مستويات أكثر من 60 في المئة بسبب المستقبل المجهول، والوضع الاقتصادي المتردي.
وقال "الأصفري" في حديثه لإذاعة "ميلودي إف إم"، يوم أمسٍ الأربعاء، إن "الدخل المتدني، وعدم وضوح مستقبل الشباب الذين يواجهون الغموض وعدة عوامل مثل عدم وجود عمل أو مهنة محددة، أو دخل مستقل، هو ما يؤجل الزواج لأجل غير محدد".
وأوضح أنه "في تجمعات المدن الرئيسية تصل نسبة العزوف إلى 40 في المئة، بينما تنخفض في التجمعات التي ما زالت تحافظ على الروابط المختلفة فيما بينها والتي تخفف بدورها من الأعباء المترتبة على الزواج". مبينا أن "الضغوط المادية لها دور في العزوف، لكن العامل الأساسي هو التفكك الاجتماعي وتحول الحياة إلى فردية، حيث يواجه الفرد المشكلات وحده".
وأضاف أن "نسب العنوسة ترتفع من جراء العزوف عن الزواج، ويمكن القول إنه كلما ارتفع العمر زادت نسبة العنوسة في هذا الجيل"، مشيراً إلى "انتشار مظاهر القلق بين الشباب حتى مع توافر الإمكانيات المادية، نظراً لطبيعة التغيرات التي يشاهدها، ناهيك عن الارتفاع الكبير بالأسعار وشعور الإحباط لدى الأب غير القادر على توفير الحاجات الأساسية لأسرته".
كم يكلف الزواج في سوريا؟
وفقًا لاستطلاع نشره "تلفزيون سوريا"، كان قد أجراه بين عدد من المقبلين على الزواج، وفي أسواق الذهب والمفروشات والأدوات المنزلية، ضمن مدينة دمشق وريفها، لرصد تكاليف المستلزمات الأساسية؛ أجمعت العينة المشاركة على أن انخفاض سعر صرف الليرة وما يرافقه من غلاء في الأسعار، جعل تكاليف الزواج تختلف "حسب سعر السوق"، واختصر معظم الشبان المقبلين على الزواج الاحتياجات "الضرورية والأكثر ضرورة".
ووفق الاستطلاع، يحتاج المقبل على الزواج، والمقيم داخل سوريا، إلى نحو 17 مليون ليرة سورية على الأقل، وتصل النفقات إلى أكثر من 20 مليون ليرة عند إضافة مستلزمات، مثل الألبسة والأغطية وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
وأثر الواقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه الشبان على تأخرهم في سن الزواج، حيث تقف المهور المرتفعة عائقاً في وجه كثير من الشباب السوريين المقبلين على الزواج نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية، وخسارة معظم الشباب لفرصهم في الدراسة والعمل، فأصبح الراغب بالزواج مضطراً إلى الاستدانة أو السفر لتأمين مهر عروسه، أو التخلي عن هذا الحلم بشكل نهائي بعد عجزه عن تأمين تكاليف الخطبة والعرس وتجهيز المنزل.