يعتبر الدين سلاحا أساسياً لمكافحة الأزمات بالنسبة للاقتصادات الحديثة، إلا أنّ بلوغه مستويات مقلقة في العالم مع ارتفاع نسب الفائدة يدفع منتدى دافوس الاقتصادي إلى التحذير من مخاطر جادة قد تطرحها "أزمات ديون" مستقبلية.
وقدّرت المسؤولة الثانية في صندوق النقد الدولي "جيتا غوبينات" خلال حلقة نقاش حول الموضوع الأربعاء في دافوس أنّ الدين العام بات قريباً من أن يشكّل 120% من الناتج المحلّي في البلدان المتقدّمة وقد "ارتفع بشكل ملحوظ" ضمن الأسواق الناشئة والدول النامية.
وحذّرت من أنّ "أكثر من نصف الدول ذات الدخل المحدود تعيش ضائقة اقتصاديّة" أو "على وشك الوقوع فيها".
يأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه قيمة الديون الإجمالية العالمية التي تشمل ديون الشركات والأفراد والأسر إلى 220 تريليون دولار، أي ما يعادل 250% من إجمالي الناتج العالمي، كما تفاقم عجز ميزانيات الحكومات إلى ما يعادل 4.9% خلال العام الجاري.
الحكومات الأكثر مديونية على مستوى العالم:
- تحتل الولايات المتحدة المركز الأول بـ31.8 تريليون دولار.
- تليها الصين بقيمة 15.5 تريليون دولار.
- اليابان بقيمة 12.9 تريليون دولار.
- فرنسا بقيمة 3.3 تريليونات دولار.
- إيطاليا بقيمة 3.1 تريليونات دولار.
- الهند بقيمة 3.1 تريليونات دولار أيضا.
- ألمانيا بقيمة 3 تريليونات دولار.
- وبريطانيا بقيمة 3 تريليونات دولار أيضا.
الحكومات الأكثر مديونية على مستوى الوطن العربي:
عربيا تجاوزت الديون الحكومية هذا العام 1.5 تريليون دولار. وتاليا الدول العشر الأكثر مديونية بالوطن العربي:
- مصر بـ409.5 مليارات دولار.
- تليها السعودية 250.7 مليار دولار
- الإمارات 158.9 مليار دولار.
- الجزائر 109.6 مليارات دولار.
- العراق خامساً 104.1 مليارات دولار.
- المغرب بديون تتجاوز 102.6 مليار دولار
- لبنان في المرتبة السابعة بقرابة 99.8 مليار دولار
- السودان ثامنا 89.4 مليار دولار.
- البحرين 51.5 مليار دولار.
- حلت سلطنة عمان في المركز العاشر 48.5 مليار دولار.
لماذا تغرق الولايات المتحدة نفسها في الديون؟
قبل بضع سنوات، توصّل بعض الخبراء إلى نظرية غريبة عُرفت بـ"النظرية النقدية الحديثة"، ومضمونها أنه طالما ظلت أسعار الفائدة منخفضة، يمكن للحكومة الأميركية أن تنفق وتقترض تريليونات الدولارات دون أن تتكبد خسائر، بل يمكنها مراكمة الثروة.
في تقرير نشرته صحيفة "ذا هيل" (The Hill) الأميركية، يقول الكاتب "ستيفن مور" إنه بالرغم من سخافة هذه الفكرة التي تشبه نظرية أن الأرض مسطحة لا كروية، فإن الرئيس الحالي جو بايدن قرر الاعتماد عليها كسياسة مالية في فترة رئاسته، وهو ما سيجعل الولايات المتحدة تغرق في المزيد من الديون خلال السنوات القادمة.
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى أن الديمقراطيين في الكونغرس يرفضون أي انتقادات من الجمهوريين لإستراتيجية الاقتراض الجامحة التي ينتهجها بايدن، مذكّرين بالعجز الكبير للميزانية في عهد الرئيسين الجمهوريين دونالد ترامب وجورج بوش الابن، لكنهم يتجاهلون -وفقا للكاتب- أن مستويات الديون في الميزانية الحالية أعلى بمرتين إلى 3 مرات مما كانت عليه سابقا.
ويعتقد الكاتب أن الأمر المثير للسخرية أن الصين لن تحتاج إلى بذل أي جهود لمحاولة خفض قيمة الدولار الأميركي حتى يصبح اليوان الصيني العملة العالمية المهيمنة، لأن الولايات المتحدة هي التي ستقوم بذلك مستقبلا لخفض قيمة ديونها.