نقترب في عصرنا الحالي أكثر فأكثر من مرحلة يمكن تسميتها "الاكتفاء من الأفكار الجديدة"، ذلك أن الخروج بفكرة مشروع منطقية وقابلة للنجاح، لم يتم تطبيقها من قبل ولا ينافس فيها أحد، ضمن أي مجال كان، بات أمرًا غاية في الصعوبة.
وحين تخوض غمار مجالٍ موجود بالفعل، أو تستثمر في مشروعٍ سبقك إليه الكثيرون من قبل، ستواجه منافسة شديدة وتعرض نفسك لخطر "السحق من قبل الكبار"... لذلك، وفي هذا المقال سنعلمكم أهم فنون المنافسة والتميز، وكيف تضمن لنفسك مكانًا في سوق العمل أمام المنافسين.
قبل كل شيء... اسأل الناس واهتم بآرائهم:
هذه نصيحة فريدة وبالغة الأهمية بالنسبة للمستثمرين الجدد. قبل إطلاق مشروعك أو منتجك، يجب عليك التواصل مع الناس لتسألهم عن مدى حاجتهم لهذا المنتج، وهل هم مستعدون لدفع المال مقابله؟
يمكنك طرح هذه الأسئلة بشكل مباشر أو عبر الإنترنت، وعادة ما تكون مجموعات فيسبوك وبقية منصات التواصل الاجتماعي أداة فعالة لجس نبض الفئات المستهدفة. وهذا الاطلاع من خلال الزبائن المحتملين هو من المعلومات الأساسية التي يجب توفرها قبل الانطلاق بشكل فعلي.
من بين عشرات التصاميم المملة... ضع تصميمًا مميزًا يلفت النظر:
ربما لا تكون خصائص منتجك هي الشيء الذي يجذب الزبائن من النظرة الأولى، ولكن الشكل الخارجي هو بالتأكيد أول معيار يمكن أن يجلب اهتمام الناس أو ينفرهم.
لذلك ينصح الموقع بالتركيز على التصميم، ويمكن لتحقيق هذا الغرض التعاقد مع مصممين محترفين بالقطعة إذا كنت لا تتمتع بالموهبة والقدرة على ابتكار تصميمات مبتكرة. وبالتأكيد لن تندم لأنك قمت باستثمار بعض المال في توظيف أشخاص متخصصين في هذا المجال.
هذا لا يقتصر على الشركات التي تبيع السلع فحسب، بل ينطبق أيضًا على من يختص في مجال الخدمات أو العقارات أو الصرافة وأي شيء آخر، ومعنى التصميم هنا لا يعنى فيه فقط تصميم المنتج، بل يبدأ من شعار الشركة وصولًا إلى شكل مكتبك وتصميم موقعك الإلكتروني.
حافظ على تركيزك ولا تتكاسل... التكاسل والتأجيل في بداية المشروع خطأ قاتل:
تحتاج المشاريع الجديدة إلى قدر عال من الانتباه والتركيز، والدماغ مصمم ليشعر بالإرهاق والملل من العمل، وأحيانا ينصرف انتباهنا نحو أشياء جانبية، أو نحتاج للقيام ببعض الأنشطة الترفيهية من أجل الترفيه والراحة.
في بداية المشروع تكون العين عليك، والجميع يترقب فيما إذا كنت ستشكل خطرًا ليستهدفوك، أو إذا ما كنت رجل أعمالٍ فاشل لينتهوا منك سريعًا. وبعد فترة سيبدأ المنافسون بتقبل وجودك بالسوق وستتحول المنافسة إلى حرب باردة بدلًا من محاولات الإطاحة بك.
تعقب سلوك وبيانات العملاء عن كسب:
يمكنك القيام بدراسات وبحوث حول بيانات المستهلكين، ومعرفة سلوكهم أثناء عملية الشراء، والدوافع وراء اختيار المنتج لديهم. هذه البيانات سوف تساعدك على اتخاذ قرارات أفضل عند إصدار منتجك، وستساعدك أيضا على تحسين إستراتيجية الدعاية والتسويق في شركتك.
يمكنك الحصول على هذه البيانات من خلال توجيه الاستبيانات بشكل مباشر للمستهلكين، أو استخدام المدونات والمواقع الإلكترونية لنشر استبيانات تتم الإجابة عنها بشكل مبسط وسريع، ويمكن توزيعها على نطاق واسع باستخدام منصات مثل "واتساب" (WhatsApp) و"فيسبوك" (Facebook) و"تويتر" (Twitter) و"إنستغرام" (Instagram).
تواصل مع زبائنك واهتم بمشاكلهم ومتطلباتهم:
لا يوجد أي بديل عن التفاعل الحقيقي والصادق. لا يمكنك شراء برمجية ذكاء اصطناعي للتظاهر بالتفاعل مع الناس. إذ إن التواصل بين البشر يساعد في بناء الثقة والروابط الإيجابية بين الشركة والعملاء. كما أنه يجعلك مطلعا بشكل مستمر على خيارات وتفضيلات من تتعامل معهم.
ولا يجب على العاملين في الشركة التواصل بشكل شخصي مع العملاء، إذ يكفي أن يكونوا ناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، ويحافظوا على الاتصال مع العملاء من خلال المنصات المعروفة.
وبحسب الموقع، يمكن على سبيل المثال الظهور في بث مباشر على صفحة فيسبوك، أو التعقيب على تعليقات الزبائن، والإجابة على رسائلهم التي يوجهونها إلى صفحة الشركة. هذا يساهم في بناء روابط متينة بين الجانبين، ويخلق أجواء ثقة ووفاء.
كوّن الشراكات وحافظ على روح التعاون:
كلما حصلت على فرصة للتعاون مع الآخرين، يجب عليك ألا تفوتها. إذ إن العمل المشترك هو وسيلة ممتازة للتسويق واكتساب الخبرات. والكثير من العملاء المحتملين سوف يعثرون عليك بفضل الشراكة بينك وبين أطراف يعرفونهم مسبقا.
هذا الأمر ناجح على منصة "يوتيوب" (YouTube) والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي، وبات مستخدما في كافة أنواع المشاريع.
هذا التعاون يحدث مثلا عندما تهدي شركة منتجها لشخص مشهور، بشرط أن يقوم بتجربته أمام متابعيه على شبكة الإنترنت، وبالتالي فإن المنتج يصل إلى أكبر عدد من الناس.
وختاما، عرض الموقع نصيحة قدمها بيل غيتس للمستثمرين الشباب يقول فيها "إذا لم تبن حلمك، سيوظفك شخص آخر لتبني له حلمه".
كما أن "إيلون ماسك" أيضا قدم نصيحة لمن يريدون العمل كمدراء لشركات الناشئة في السياق نفسه يقول فيها: "يجب عليك أن تقوم بمختلف أنواع الأعمال والمهام حتى لو كنت لا تحبها ومهما كانت تافهة، يجب عليك أن تكون مستعدا للعمل مع الآخرين لساعات طويلة، ولا تستهين بأي جزء من العمل. هذه هي العقلية الصحيحة للمدراء الناشئين للشركات الناجحة".