يشتكي الأهالي في سوريا من وصول أسعار القهوة والبن الخام إلى مستويات باهظة تفوق قدرتهم الشرائية بأضعاف، إذ يبدأ سعر الكيلو من 30 ألف ليرة حتى 45 ألفاً، وهناك ماركات أسعارها مرتفعة جداً وذلك حسب نوع البن.
وللتماشي مع هذا الوضع اضطر مواطنون من ذوي الدخل المحدود للعزوف عن شراء القهوة إلا بـ "الغلوة"، أي ما هو مقدار فنجان أو فنجانين لا أكثر، وهكذا فأصبحت هذه المادة تباع ضمن أوزان دقيقة حتى سخر البعض من الأمر واصفًا بأن شراء البن سيحتاج قريبًا لـ "ميزان ذهب".
أما إذا كنت من محبي نكهة الهال القوية في القهوة، فينبغي عليك أن تتوقع دفع أسعار أكثر من تلك المذكورة أعلاه بدون تردد.
القهوة تأتي من البرازيل لا من أوكرانيا فما حجة غلائها؟
وتساءل الناس عن أسباب ارتفاع أسعار القهوة، التي تستورد من البرازيل وليس من أوكرانيا، فما الحجة الجديدة وراء غلائها لهذه الدرجة في الوقت الحالي؟
في معرض التعليق على الأمر، يقول صاحب محمصة (محل قهوة) في حديثه لصحيفة محلية إن مبيعات القهوة تراجعت مع ارتفاع سعرها، التي وكما وصفها قد دخلت البورصة كما باقي المواد في السوق، مشيراً إلى أن غلاء القهوة عالمي وليس محلياً فقط.
وأضاف أنه في هذا الوقت يقل إنتاج القهوة وتكون بانتظار الموسم الجديد، علاوةً على قلة مستوردي القهوة وسط الظروف العالمية وما تشهده من حروب، قائلاً إن قلة قليلة من الموردين باتوا يستوردون المادة إلى البلد في هذه الظروف وغلاء أجور النقل وغيرها.
وذكر بائع البن أن الناس باتت تشتري بربع الأوقية ومنهم من يطلب شراءها بقيم مادية قليلة قائلًا "حطلي بألفين ليرة"، وهكذا حسب المبلغ المتوافر لدى المشتري، مشيراً إلى أن استهلاك القهوة يقل في شهر رمضان بشكل عام.
وحول الأسعار، بيّن أن سعر كيلو البن يبدأ من 25 ألف ليرة للنوع الفيتنامي والنوع الهندي، ويليه البرازيلي بـ 30 حتى 34 ألف ليرة للكيلو، في حين يسجل أعلى سعر للبن الكولومبي حيث يتجاوز سعره 45 ألف ليرة. مبيناً أن سعر كيلو القهوة قبل نحو ثلاثة أعوام لم يكن يتجاوز 12 ألف ليرة للنخب الأول، وباقي الأنواع أعلاها 8 آلاف ليرة فقط.
ولفت إلى ارتفاع أسعار الهال، ليتراوح بين 50 – 90 ألف ليرة حسب نوع الحبة، قائلاً إن أوقية القهوة تباع بالحد الأدنى بسعر 6 آلاف ليرة، وفي حال كانت مع هال ترتفع إلى 6800 ليرة. وأشار إلى أن المواطنين باتوا يشترونها من دون هال أو بهال خفيف حسب الطلب لتقليل السعر ما أمكن بالنسبة لهم.
وعد أخلفته الحكومة:
في وقتٍ سابق من شباط الفائت، كان مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية "تمَّام العقدة"، قد قال إن "الحد الأعلى لأسعار القهوة يجب ألا يتجاوز الثلاثين ألف ليرة"، مضيفاً أن "تكلفة استيراد البِن عالية جداً بالإضافة إلى حوامل الطاقة التي تؤدي أيضاً لرفع السعر سواء للبن المطحون أو الأخضر".
ونقلت صحيفة "تشرين" التابعة للحكومة، عن أحد أصحاب محامص البن، أن من عوامل ارتفاع أسعار القهوة ارتفاع تكاليف النقل ومصروفات الاستيراد والجمارك وغيرها، مشيراً إلى أن أسعار البن ارتفعت عالمياً بنسبة 35 في المئة.
وذكر تجار جملة في دمشق خلال تصريحات سابقة لصحيفة أخرى أن "سوريا تعتمد اعتماداً كلياً على استيراد حبوب البن نظراً لصعوبة زراعتها في البلاد، فهي نبات استوائي حساس يحتاج إلى درجات حرارة معينة".
وتبين الإحصائيات أن سوريا تستورد مادة البن من عدة دول لكن معظم اعتمادها يتركز على البرازيل والهند بنسبة تتجاوز 90 في المئة من هاتين الدولتين.