كشف مسؤول حكومي هندي رفيع المستوى، وفقًا لما نقلت وكالة "بلومبيرغ"، أن المحاصيل القياسية ومخزونات الحبوب الهندية ستساعد البلد على تلبية احتياجات واردات القمح لكبار المشترين في العالم مع تضرر الإمدادات من منطقة البحر الأسود بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وهكذا فإن الهند، وهي ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، تكون قد أعلنت رسميًا عن استعدادها لتلبية أي طلب إضافي على القمح من المشترين في جنوب آسيا وجنوبها الشرقي، وكذلك من دول أخرى في أوروبا وغرب آسيا وشمال أفريقيا.
وصرّح "سودهانشو باندي" أكبر موظف حكومي بوزارة شؤون المستهلك والأغذية والتوزيع العام خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" بأن: "السوق الهندية لديها مخزون كاف، والهند في وضع مريح لتلبية طلبات الدول المستوردة للقمح".
ويجدر الذكر أن هذا هو موسم حصاد القمح الجديد في الهند، حيث وصل إنتاج هذا العام إلى مستوى قياسي بلغ 111.32 مليون طن، مما يجعله الموسم السادس على التوالي الذي تنتج فيه البلاد فائضاً.
وتحتاج الهند ما لا يقل عن 25 مليون طن من القمح كل عام لسد احتياجات برنامج رعاية غذائي.
واشترت الحكومة العام الماضي 43.34 مليون طن من القمح من المزارعين المحليين، وهو رقم أعلى بكثير من الكمية التي تحتاجها لبرنامج الرعاية الاجتماعية.
ومن المرجح أن تنخفض المشتريات الحكومية هذا العام لأن التجار من القطاع الخاص يعرضون على المزارعين سعراً أعلى للقمح من سعر الحكومة البالغ 20150 روبية (265.35 دولار) للطن، مما يترك فائضاً أكبر للتصدير.
وقال "باندي" إن مخزون القمح في المستودعات الحكومية بلغ 19 مليون طن في أول أبريل، وهو أعلى بكثير من الهدف البالغ 7.46 مليون طن.
وبلغت صادرات القمح الهندية 7.85 مليون طن في السنة المالية المنتهية في مارس/ آذار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، بزيادة حادة من 2.1 مليون طن في العام السابق.
أسعار القمح عالميًا في دوامة من الغلاء والتضخم:
وفقًا لبيانات بورصة شيكاغو، فقد ارتفعت العقود الآجلة للقمح لليوم الثاني على التوالي وسط مخاوف بشأن نقص المعروض على المدى القصير، والتأثير السلبي للطقس على المحاصيل.
ودعمت ظروف الطقس السيئة عبر ولايات السهول الأميركية أسعار العقود الآجلة، في حين تتوقع جمعية الحبوب الأوكرانية أن ينكمش محصولها إلى 18.2 مليون طن، أي ما يقرب من نصف إنتاج العام الماضي.
وارتفعت العقود الآجلة 3.4% مع حجم تداول قوي، قبل أن تغلق الأمس على ارتفاع بنسبة 2.9% عند 10.89 دولار للبوشل، وهو أعلى سعر منذ أواخر مارس/ آذار الماضي.
وعكست أسعار الذرة ارتفاعاً مبكراً في شيكاغو، إلا أنها أغلقت على انخفاض طفيف بعد أن ارتفعت بنسبة 1.3%.
وعلى الجانب الآخر، تراجعت العقود الآجلة للذرة على الرغم من الأخبار الدائرة عن أن الصين تحجز المزيد من الذرة من المحاصيل القديمة في الولايات المتحدة لتحل محل الحبوب الأوكرانية، ويرجع ذلك، إلى المخاوف بشأن بطء الطلب وضخامة محصول الذرة في البرازيل.