تنتشر في مناطق عديدة من سوريا، عروض لبيع المازوت بالسعر الحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص الفيس بوك، وباتت تتميز هذه العروض على الأغلب بأنها لبيع المازوت المغشوش.
وبيَّن مواطنون وقعوا ضحايا نصب واحتيال وغش، أنهم اشتروا مؤخراً المازوت من عارضين على صفحات الفيس بسعر 100 ألف ليرة للغالون، ولكنهم فوجئوا عند إشعاله برائحته النفاذة، وبأصوات شبيهة بأصوات المفرقعات والألعاب النارية تصدر عنه بمدافئ البيوت والحمامات. وأوضح بعضهم أنهم لم يردوه لباعته، بل استخدموه مرغمين لكونهم بحاجة ماسة له للتغلب على البرد القارس الذي عم البلاد مؤخراً.
وكشف آخرون أنهم اشتروا قبل أيام معدودة بضع ليترات، وبسعر 5500 ليرة لكل ليتر، وتبيَّن أنها مخلوطة بزيت معدني محروق، ومع ذلك استخدموها لطرد البرد لعدم توافر بديل عنها.
وذكر أصحاب مهن حرة التقت بهم صحيفة "الوطن" المحلية، أنهم وقعوا ضحايا عمليات غش، فقد اشتروا كميات من المازوت لإنجاز أعمالهم من باعة على الطرقات بسعر 90 ألف ليرة للغالون، وعند تشغيل آلاتهم ومعداتهم به، كان احتراقه سيئاً لارتفاع نسبة الماء فيه.
ويروي طبيب أنه اشترى المازوت من خلال الفيسبوك، لاستخدامه بتدفئة مرضاه بالعيادة، ولكنه فوجئ بأنه لا يشتعل إلا بصعوبة بالغة، وإن اشتعل "فيصدر أصواتاً تصيب المرضى المنتظرين بغرفة الانتظار في العيادة بالهلع".
وبيَّنَ أن المازوت مغشوش بإضافة عدة سوائل له، وعند تصفية كمية قليلة منه في عبوة بلاستيكية شفافة تشكلت ثلاث طبقات من السوائل.
ولفت مواطنون إلى أن الغش بالمازوت، أصبح ظاهرة منتشرة في حماة على وجه الخصوص، حيث يستغل الغشاشون حاجة الناس للمازوت خصوصاً في الأيام الشديدة البرودة، ويغشون الكميات المتوافرة لديهم بإضافة أي سائل آخر لزيادة الكميات وجني أرباح فاحشة.
وكذلك – يؤكد أغلب من تعرض لعمليات الغش - لا جدوى من البحث عن باعة الأرصفة والطرقات، لأنهم يختفون أيضاً.
وأكد العديد من الذين وقعوا ضحية للغش أنهم لم يشتكوا للجهات المعنية لعدم اقتناعهم بنتيجة الشكوى، وكي لا يقعوا في "سين وجيم" لمعرفتهم أن المازوت يباع بالسوق السوداء، ولعلمهم أن الجهات المعنية تعرف أن المازوت يباع بهذه الطرق ولكنها تغض النظر عن باعته.