بلغت أسعار القطن أعلى مستوى لها منذ 2011، بسبب الجفاف الذي طال أمده في أجزاء من وسط الولايات المتحدة، وهي تسيطر على نصيب لا يستهان به من سوق القطن العالمي، كونها الثالثة عالميًا بالإنتاج.
وبالنسبة لصناعة النسيج وصناعات الألبسة، فهذا يترجم إلى نقص في الإنتاج وزيادة في التكاليف، علاوةً على أن أسعار الأنسجة الطبيعية الأخرى مثل الصوف والكتان آخذة في الارتفاع منذ نهاية عام 2020، بعد تراجع لنحو ثلاث سنوات.
وساهمت أسعار الملابس خلال الشهر الأول من هذا العام في دفع التضخم إلى مستوى غير مسبوق منذ ثلاثين عامًا في المملكة المتحدة بلغ 5.5%.
أسعار القطن:
وصل القطن إلى 1.31 دولار للرطل (نحو 453 غرامًا) في العقود الآجلة الرئيسية للولايات المتحدة، وهي أعلى نسبة منذ يوليو/تموز 2011، ثم عادت إلى حدود 1.30 دولار للرطل خلال التداولات.
وقد كان هطول الأمطار منخفضًا بشكل "استثنائي" منذ أوائل يناير/كانون الثاني في الجزء الشمالي الغربي من تكساس - الذي ينتج نحو 40% من إجمالي إنتاج القطن في الولايات المتحدة.
تتم زراعة القطن من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران، لذلك هناك عدم يقين في السوق بشأن حجم محصول هذا العام، وفقًا للأستاذ في جامعة تكساس A&M والمتخصص في القطن، "جون روبنسون".
ويقارن الكثيرون بالفعل الظروف المناخية الحالية بعام 2011، عندما عانى منتجو القطن في الولايات المتحدة من أسوأ جفاف على الإطلاق وارتفعت الأسعار إلى 2.27 دولار للرطل.
ثمن مليارات الكمامات:
ساهم في رفع أسعار القطن، الجفاف الذي ضرب سوقًا ضيقة بالفعل بسبب زيادة الطلب على المنسوجات القطنية المرتبطة بالوباء (مثل الكمامات)، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك زيادة في الطلب بالصين - التي تعد إلى حد بعيد أكبر منتج ومستورد في العالم.
وساهم أيضًا ارتفاع أسعار المبيدات، والتي تستخدم على نطاق واسع في مزارع القطن والمشتقة من البترول، في رفع أسعار القطن، وحدّ من النمو.
وقال "روبنسون" إنه تضاف إلى ذلك موجة شراء مضاربات مدفوعة بتسارع الأسعار. حيث يرغب الجميع بالتحوط والتخزين خوفًا من غلاء أكبر.
الجفاف في الولايات المتحدة:
أظهرت دراسة تم نشرها في 14 فبراير/شباط الماضي، أن ارتفاع درجة حرارة الأرض قد جعل الجفاف في الجنوب الغربي من الولايات المتحدة أكثر حدة بنسبة 40% منذ عام 800 بعد الميلاد.
ويتوقع العلماء في جامعة كولومبيا وجامعة كاليفورنيا، أن تستمر موجة الجفاف هذه حتى 2030.
وقد وجد الباحثون أن تغير المناخ جعل الغلاف الجوي أكثر سخونة وجفافًا، وأسفر عن 42% من جفاف التربة في الفترة ما بين 2000-2021.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" مؤخرًا، من أن العالم يتجه "مغمض العينين نحو كارثة مناخية"، مؤكدًا أنه على الرغم من تدهور الوضع مناخيًا، تواصل الاقتصادات الرئيسية زيادة انبعاثاتها من الغازات الدفيئة المسببة للاحترار المناخي.