تدور في أروقة الحكومة حاليًا النقاشات حول خطة تسويق موسم الحمضيات وواقع الكميات المسوقة حتى الآن وما تبقى من الموسم الحالي.
في الاتجاه المقابل، يتعارض ذلك مع آراء التجار والمعنيين بالتصدير، فالحكومة تهتم بتصدير أكبر كمية ممكنة إلى الأسواق الخارجية وفق النوعية والجودة التي تطلبها تلك الأسواق؛ في حين يرى التجار أن هناك العديد من الصعوبات التي تحول دون نجاح عمليات تصدير الحمضيات.
ما هي وجهة نظر التجار التي تتجاهلها الحكومة؟
أشار العديد من التجار، وفقًا لصحيفة "الوطن" المحلية، إلى التأثير السلبي لعدم السماح للشاحنات السورية بالدخول إلى العراق، رغم الوعود الحكومية بإيجاد حلول مع الجانب العراقي.
وقال "محمد العقاد"، عضو لجنة تجار ومصدّري الخضار والفواكه بدمشق: "إن الصعوبات التي نعاني منها بالتصدير تكمن بأن تصدير الحمضيات محصور بالعراق فقط، وإن التبادل التجاري مع العراق لا يسمح للشاحنات السورية بالدخول إلى العراق".
ولفت إلى أنه على حدود العراق، ونتيجة للمناقلة من سيارة إلى أخرى، ترتفع تكاليف المنتجات الزراعية المصدرة الأمر الذي يزيد من التكاليف بشكل كبير.
ثم أوضح أن "البراد السوري يكلف حتى يصل إلى العراق من 7-8 آلاف دولار أي إن تكلفة البراد وشحنه أكثر من سعر البضاعة، في حين البضائع التركية والإيرانية لا تتحمل هذه التكاليف ما يجعل المنافسة غير ممكنة مع الدول المجاورة."
ويرى "العقاد" بأن هذا "يتطلب تعديل التشريعات وتخفيض الرسوم الجمركية المفروضة علينا حتى نتمكن من التصدير"، وذكر أن التصدير هو بالأساس ضعيف جداً ولا يتجاوز يومياً أربع برادات أي 25 ألف طن فقط حتى في الموسم.
واختتم: "في حال تسهيل الإجراءات لدينا فالإمكانات لتصدير كميات أكثر بكثير من الكميات المصدرة حالياً."
بدوره أكد "فايز بركات"، أحد مصدري الحمضيات، أن هناك "معاناة حقيقية" في تصدير الحمضيات السورية لارتفاع أسعارها على عكس الحمضيات التركية والإيرانية التي تعتبر أرخص من السورية.
وأضاف: "ما نريد قوله إن على الحكومة أن تقوم بتقديم تسهيلات حقيقية للمصدرين وتشجعهم من أجل رفع قيمة ضمان الحمضيات مستقبلاً وهذا الأمر ينشط المزارع وينعكس عليه إيجاباً".
وأرجع "بركات" سبب ارتفاع الأسعار إلى المحروقات والنقل التي ارتفعت بشكل كبير قائلًا: "حتى مخصصاتنا كصناعيين من المازوت لا نحصل عليها الأمر الذي انعكس سلباً على التصدير الذي انخفض بنسبة كبيرة مقارنة مع العام الماضي حيث كنا يومياً كل تاجر يحمل نحو برادين أما اليوم فالتصدير قليل جداً بالمجمل، علماً أن التصدير في العام الماضي كان نحو 50 براداً يومياً".
واستطرد مضيفًا: "نطالب الجهات المعنية بتسهيل الإجراءات والتخفيف من الروتين والعمل على السماح للسيارات السورية بالدخول إلى العراق."
أما رئيس لجنة تسيير أعمال سوق الهال باللاذقية "معين الجهني" فقد قال: "منذ بداية العام هناك اختناقات بسبب ضعف التصدير وإغلاق المعابر ووجود رسوم يتم تحميلها من الشاحنين إلى المزارع ". موضحاً أن الكميات المسوقة من الحمضيات منذ بداية الموسم بلغت نحو 239,000 طن.