استمر سعر معدن البلاديوم بالصعود حتى الساعات الأخيرة من إغلاق الأسبوع الماضي، يوم الجمعة 4 مارس/ آذار. وصعد سعر البلاديوم بذلك إلى مستويات 3000 دولاراً للأونصة مما يعني أنه قد تجاوز بالفعل أعلى سعر له قبل عامين، واقترب من تسجيل أعلى سعر في تاريخه.
يتزامن ذلك مع تنامي المخاوف من نقص الإمدادات من روسيا، في حين ظل الذهب مرتفعاً مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
وإذا أردنا تفسير ما يحصل، سيكفي التنويه أن روسيا وحدها تنتج 40% من الإنتاج العالمي من المعدن المستخدم في صناعة السيارات.
ما هو البلاديوم ولماذا يعتبره البعض أهم من الذهب؟
البلاديوم هو معدن أبيض فضي لامع من مجموعة البلاتين لكنه أقل كثافة من جميع المعادن في هذه المجموعة، وقد تم اكتشافه عام 1803 على يد العالم والكيميائي "وليام هايد" و"لاستون".
ولا يتفاعل البلاديوم مع الأوكسجين الموجود في الجو، لذلك فهو مستقر تمامًا، لكنه قابل للذوبان في الماء في درجة حرارة الغرفة وفي بعض الأحماض في ظروف محددة.
ويعد البلاديوم من عائلة البلاتين من المعادن، ويعتبره خبراء المجوهرات بديلا للذهب أو البلاتين، خصوصا أن له خصائص تجعله ذو قيمة كبيرة في صناعة السيارات.
ويستخدم أكثر من 80 بالمئة من معدن البلاديوم محولا محفزا في أجهزة تنقية عوادم السيارات، إذ يتم تركيبه بين المحرك والعوازل العاكسة في السيارات.
ويتميز للبلاديوم بقدرته على تحويل ما يصل إلى 90 بالمئة من الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين المنبعث من السيارات إلى نيتروجين أقل خطورة وثاني أكسيد الكربون وبخار ماء.
وبينما تقوم الصين والبلدان النامية بفرض قيود صارمة على انبعاثات الأدخنة، لا سيما من سيارات الديزل، أصبح الطلب على البلاديوم أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي رفع من سعره في الأسواق العالمية.
ويحتوي محول سيارة "تويوتا بريوس" على سبيل المثال، حوالي 2 غرام من البلاديوم، وتقدر قيمته في سوق الخردة بنحو 450 دولارا أميركيا.
كما يستخدم في طب الأسنان وفي الطب عمومًا، ويمكن استخدام البلاديوم أيضًا في معالجة المياه الجوفية، تنقية الهيدروجين، صناعة المجوهرات، بالإضافة إلى استخدامه بشكل كبير في صناعة المحولات المحفزة.