قطاع الدواجن في سوريا يحتضر وأصحاب المداجن يشكون البيع بخسارة

06/03/2022

لم يكن قطاع الدواجن في سوريا بأحسن أحواله على أي حال، بل كان يمكن وصفه بالمتهالك منذ سنتين أو ثلاث؛ وذلك في ظل إصرار الحكومة على عدم الاستيراد من الخارج بأسعار معقولة من جهة، وعدم دعم المربين وأصحاب المداجن بما يكفي من جهةٍ أخرى.

في هذا الصدد، فقد اعترف رئيس غرفة زراعة حمص "أحمد كاسر العلي"، أن الفروج ابتعد عن موائد السوريين وابتعد عن مزارع ومداجن المربين في الوقت ذاته.

واعتبر أن سبب ذلك يعود إلى كون تكلفة إنتاج الفروج عالية بشكل كبير ولا تتناسب مع سعر مبيعه، وفي الوقت ذاته فإن سعر مبيعه لا يتناسب مع دخل المواطن.

وأوضح "العلي" أن أسعار كلف ومستلزمات الإنتاج تضاعفت بشكل كبير عن السابق، لافتاً إلى أن سعر مبيع كيلو الفروج حالياً للمربي بين 7 آلاف إلى 7100 ليرة من أرض المدجنة، في حين سعر تكلفة الكيلو منه 7500 ليرة وبالتالي المربي يخسر.

ولفت إلى أن الحرب التي تحدث في أوكرانيا أثرت بشكل كبير على أسعار الأعلاف عالمياً، إضافة إلى أجور نقل البواخر التي ارتفعت إلى أضعاف مضاعفة، وبالتالي ستزيد كلف الإنتاج.

إنتاج الفروج مقارنةً بعام 2010:

كشف "العلي" أن إنتاج الفروج انخفض إلى نحو 30 بالمئة مقارنة بعام 2010 حيث "كنا نصدر الفروج حينها"، مؤكداً أن الإنتاج ينخفض عاماً بعد عام نتيجة لعزوف المربين عن التربية وخروج عدد كبير من مزارع الفروج عن العمل وتوقفها.

وأشار إلى أن نحو 70 بالمائة من مربي الفروج بحمص توقفت مزارعهم وعزفوا عن التربية نتيجة لغلاء كلف الإنتاج ووصول أرقامها إلى أرقام خيالية، مبيناً أنه على سبيل المثال كان كلفة إنتاج 5 آلاف طير نحو 5 ملايين ليرة سورية، في حين حالياً باتت التكلفة ما بين 60 إلى 70 مليون ليرة سورية للعدد نفسه.

وما يحدث حاليًا أن المربي يخسر عند المبيع ولا يسترد رأس ماله بل إن رصيده المالي ينخفض مرة بعد مرة ما ألحق به خسائر متتالية وأدى إلى عزوفه عن التربية.

من يحدد أسعار الفروج؟

رأى "العلي" أن سعر الفروج يفرضه السوق ولا يمكن التحكم بالسوق لكونه يخضع للعرض والطلب مثله كمثل الخضار والفاكهة، مشيراً إلى أن قلة الطلب على الفروج حالياً أدت لانخفاض سعره مقارنة بكلفة إنتاجه، وأضاف: "من المفترض أن يكون سعر مبيع كيلو الفروج 8 آلاف ليرة سورية على الأقل حتى يربح المربي ولا يخسر."

وشدد على ضرورة زيادة المقنن العلفي وأن تأخذ مؤسسات الدولة دورها أكثر، حيث إن نصف كيلو مقنن علفي لكل طير لا يكفي وخاصة أنه يحتاج 4 كيلو خلال الدورة، ولو تم إعطاء نصف الكمية التي يحتاجها الطير بسعر مناسب للمربي حينها تتم حمايته من الخسارة.

لكن الحكومة لم تدعم المربي، بل تم تركه للتاجر الذي يتحكم بالسعر ويسعر بشكل يومي وكيفي باعتبار أن الأعلاف (الذرة والصويا) هي المادة الوحيدة التي ليست مسعرة في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وهي غير قادرة على تسعيرها وضبطها.

من معاناة الشتاء إلى أزمة الحرب:

أكد "العلي" أن مربي الدواجن عانوا بشكل كبير في الشتاء من عدم توافر وسائل التدفئة من مازوت وكهرباء وفحم، واضطروا إلى شراء المازوت والفحم من السوق السوداء بأسعار خيالية ومضاعفة عن أسعار الدولة، مبيناً أن سعر كيلو الفحم بالدولة كان 850 ليرة سورية في حين كان المربي يشتري الكيلو من السوق بسعر 1700 ليرة، كما كان يشتري لتر المازوت بحوالي 3 آلاف ليرة سورية.

أما حاليًا، وحين ظن المربي أن قدوم فصل الربيع سيعني فرصة لالتقاط الأنفاس، جاءت أزمة أوكرانيا التي تسببت بغلاء أسعار العلف وأضافت إلى همهم همًا آخر.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: