كانت البالة في الماضي هي ملجأ الفقراء والفئة متواضعة الدخل من الشعب، ولم يكن أحد ليتصور أنه سيدخل إلى سوق البالة يومًا ما ويرى الأسعار فيه أغلى من أن يتحملها.
أما الآن وقد وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه، فليس من المستغرب أن تنضم البالة إلى ركب الغلاء، خصوصًا وأن أسواق الألبسة الجديدة تحولت إلى معارض يسير الناس فيها للمشاهدة فحسب ولا يجرؤ أحد على التفكير بالشراء.
في سوق البالة... ستحتاج إلى بال طويل لشراء قطعة رخيصة ويا ليتك تجد:
قالت إحدى السيدات في سوق أوغاريت باللاذقية لصحيفة "تشرين" الحكومية: "أرتاد السوق بشكل دوري بحثاً عن قطع رخيصة مناسبة لدخلي، لدي أطفال صغار، والشراء من السوق بات مستحيلاً بالنسبة لي، ومن يرغب في شراء قطعة رخيصة وبسعر مقبول يجب أن يكون لديه بال طويل وقدرة على إمضاء وقت بالبحث بين القطع".
من جهتها قالت طالبة جامعية إن "البالة ملاذي الأول والأخير، ورغم عدم قدرتي على الشراء من السوق ورغم غلاء سعر البالة إلا أنها تبقى أرخص من السوق، هنا أستطيع شراء أكثر من قطعة بقيمة قطعة واحدة من السوق".
وأوضح أحد أصحاب محال البالة في سوق أوغاريت أن "تسعير البالة يتم أولاً حسب جودتها، مع مراعاة أجرة التوصيل طبعاً، والتي هي مرتفعة جداً"، مضيفاً: "تأتي البالة (شوالات ورصات) حسب المصدر، ويختلف سعرها حسب جودة البضاعة".
وأكد أن سعر البالة حالياً ارتفع للضعفين وأكثر عن الفترة الماضية، مفسرًا ذلك بارتفاع سعر أغلب قطع البالة لغلاء أجرة النقل. وبين أن "زبائن البالة غير محددين فتجد الغني والفقير، ويزيد الإقبال في بداية الشهر عند قبض الموظفين رواتبهم".
أسعار البالة في اللاذقية:
تتراوح أسعار البلوزة حالياً بين 5 و15 ألف ليرة سورية، والبنطال بين 10 و25 ألف ليرة، والجاكيت بين 10 و25 ألف ليرة، والأحذية من 25 إلى أكثر من 100 ألف ليرة.
وذكرت إحدى أصحاب المحال أن "الأسعار مرتفعة جداً عن الشهور التي مضت وتختلف حسب نمرة البضاعة، وهي من الأنواع المقبولة، أما النمر الباقية فأرخص بقليل لكن ليست مرغوبة، مشيرةً إلى أن "ما يرفع سعر بضاعة البالة هو ارتفاع أجور النقل وفرق العملة".
وأضافت "أرخص قطع لدينا بالمحل بـ 8000 ليرة ويصل سعر جاكيت الفرو لأكثر من 100 ألف، وسابقاً كانت توجد قطع بـ 500 ليرة، لكن حالياً القطع نفسها وصلت إلى 5000 ليرة".
ويعزو الخبراء ارتفاع أسعار الألبسة في سوريا بشكل رئيسي إلى عزوف الكثير من الصناعيين وأصحاب الورشات عن الإنتاج، بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع سعر المازوت وحتى انقطاعه في كثير من الأحيان، ما يمنع الورشات من تشغيل مولدات الكهرباء.