لم يكد الاقتصاد العالمي يتعافى من تبعات كورونا والركود الذي رافقها، حتى أتت مصيبة جديدة قد تهدد الانتعاش الاقتصادي وتجلب معها المزيد من المشاكل، وهي حرب أوكرانيا المحتملة.
ولا داعي للتذكير أن نشوب حرب واسعة النطاق كتلك ستقلب عالم المال والأعمال رأسًا على عقب، ولا أحد بمنأى عن ذلك في أي مكان بالعالم. لذلك فإن التفكير الأسلم منذ الآن هو البحث عن ملاذ آمن لكل من يمتلك مدخرات أو استثمارات نشطة.
غالبًا ما يتهافت المستثمرون في هذه الأوقات على الأصول الآمنة مثل الذهب، الفرنك السويسري، والين الياباني بشكل متزايد. ولكن في أوقات الخوف في الأسواق، عندما يبحث الجميع عن ملجأ، قد يكلف التفاعل في وقت متأخر الكثير، وأسعار الأصول الآمنة لن تنتظر كثيرًا قبل أن تحلق حينما يجد الجد.
في الاتجاه المقابل، ليست كل الأصول الآمنة مفيدة في كافة الحالات، ففي وضعنا الراهن قد يكون من غير الحكمة التوجه إلى عملة دولة أوربية ستتأثر مباشرةً بأي حرب محتملة واعتبارها ملاذًا آمنًا.
كيف أتعرف على الأصل المالي الآمن لحماية مدخراتي؟
يعود سبب "تسمية" هذه الأصول بالملاذ الآمن، لأنها توفر الأمان عندما يسيطر الخوف على الأسواق، وذلك بسبب:
أولاً، لأن هذه الأدوات مضمونة من قبل كيانات لا شك في مصداقيتها، فالمستثمرين يعتقدون أنها ستكون دائمًا قابلة للسيولة في أي وقت ولن تفلس أبدًا.
ثانياً، لأن المستثمرين يعرفون تاريخ هذه الأصول ويعرفون أنهم نجوا من جميع الأزمات المالية في العالم، على سبيل المثال المعادن الثمينة.
وباختصار، فإن الأصول التي تعتبر أموالاً آمنة تشمل الأدوات المالية والمواد الخام التي:
- أثبتت مقاومتها في أكثر من مناسبة اقتصادية.
- الكيانات التي تصدرها لديها سيولة ويمكنها دائمًا الدفع
تتميز أصول الملاذ الآمن بخصائص معينة تساهم بشكل عام في سمعتها من حيث السلامة:
- السيولة: يجب أن تكون الأصول قابلة للتحويل بسهولة إلى نقد في أي وقت.
- الوظيفة: يجب أن يكون الأصل وظيفيًا، أي أن طلبه مضمون على المدى الطويل.
- العرض المحدود: يجب ألا يتجاوز نمو العرض على الطلب على الإطلاق.
- جدير بالثقة: من غير المحتمل أن يكون قد عفا عليه الزمن أو تم استبداله بأصل آخر.
- الثبات بمرور الوقت: يجب ألا تتدهور قيمة الأصل بمرور الوقت.
ما هو أفضل ملاذ آمن حاليًا:
لن تحتاج إلى كثيرٍ من التفكير والبحث للإجابة عن هذا السؤال، فأفضل ملاذ آمن هو الذي يثق به السوق وترتفع قيمته بسرعة مع اقتراب بوادر الأزمة. ذلك أن المستثمرين الذين يضعون مئات ملايين الدولارات في هذه الأصول يدركون ما يفعلون جيدًا ولن يكون من الحكمة أبدًا أن تسلك طريقًا آخر.
في الوقت الحالي تعتبر المعادن الثمينة وبالأخص الذهب الملاذ الآمن المثالي، وقد شهد طلبًا كثيفًا بالفعل البارحة مع ورود أنباء اقتراب الحرب. وكذلك الأمر بالنسبة للنفط والسلع الاستراتيجية الأخرى، من المرجح أن ترتفع بشكل كبير في حال وصول الأمر إلى مرحلة حرجة.
يفضل البعض التعامل مع السلع الاستهلاكية بدل الذهب، فيخزن بعض التجار الزيت وما شابهه من السلع التي لا غنى عنها أولًا وقابلة للتخزين لفترات طويلة ثانيًا.
شارك
