صعدت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في أسبوعين مدعومة بمخاوف التضخم المتزايدة والتوتر بين روسيا وأوكرانيا، غير أن التوقعات برفع أسعار الفائدة الأميركية حدت من المكاسب.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات منذ البارحة إلى حدود 1829 دولار للأونصة، وحافظت على المستويات المرتفعة في تداولات اليوم. وذلك بعد أن سجل أعلى مستوياته سابقًا منذ 26 يناير/ كانون الثاني عند 1828.12 دولار.
ويشير استطلاع أجرته رويترز إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي من المتوقع أن يرتفع 7.3 بالمئة على أساس سنوي، رغم صدور بيانات قوية بشأن سوق العمل الأسبوع الماضي.
وانخفض مؤشر الدولار 0.2 بالمئة. وحافظ عائد سندات الخزانة الأميركية القياسي لأجل عشر سنوات على مستوياته المرتفعة التي تعتبر الأعلى في أكثر من عامين.
والذهب حساس جدا لارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، الذي يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لشراء الذهب الذي لا يدر عائدا. كما تعزز معدلات الفائدة المرتفعة الدولار، مما يضغط على المعدن النفيس المسعّر بالدولار الأميركي.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعد سعر الفضة 0.9 بالمئة إلى 23.19 دولار للأونصة، بينما ارتفع سعر البلاتين 1.4 بالمئة إلى 1034.36 دولار. وانخفض البلاديوم 0.2 بالمئة إلى 2258.87 دولار.
ما الذي يدعم ارتفاع الذهب؟
أفاد "ساكسو بنك" يوم الأحد الماضي، بأن هناك عدة أسباب قد تدفع لصعود أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة. وأهم هذه الأسباب، زيادة الطلب على الذهب باعتباره أحد وسائل التحوط ضد التضخم المرتفع وبخاصة مع تزايد التقلبات في سوق الأسهم والسندات وسعي الأسواق للتكيّف مع ارتفاع أسعار الفائدة المرتقب.
وذلك في ظل توقعات الأسواق بأن يبدأ الفيدرالي الأمريكي في رفع الفائدة في 16 مارس/ آذار المقبل.
بينما السبب الثاني هو إظهار أسعار الذهب بعض المرونة تجاه ارتفاع العائدات الحقيقية، وهو ما دفع المستثمرين للتركيز على تحويط محافظهم الاستثمارية لمواجهة تباطؤ النمو، خصوصًا مع انخفاض تقييمات أسواق الأسهم مؤخرا.
وأوضح البنك بأن أحد الأسباب الداعمة لصعود الذهب هو استئناف المستثمرين من المؤسسات والبنوك المركزية برفع حيازتهم من الذهب خلال الشهر الماضي، حيث ارتفع إجمالي الحيازات في الصناديق المتداولة في البورصة، والمدعومة بسبائك الذهب إلى أعلى مستوياته منذ 4 شهور.