طرحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تحليلًا يؤكد أن الغزو الروسي لأوكرانيا يمكن أن يؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية على الصعيد العالمي، وإثارة اضطرابات اقتصادية بعيداً عن الخطوط الأمامية للأزمة.
وأكدت الصحيفة، في تحليلها المذكور، الذي نشرته يوم الجمعة الماضية أنه: "يوجد أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا، في ظل سلسلة من الجهود الدبلوماسية التي تستهدف نزع فتيل الصراع".
واستطردت موضحةً: "ولكن وفقا لأسوأ السيناريوهات، فإن تكلفة غزو روسي واسع لأوكرانيا، وهي واحدة من أكبر الدول المصدرة للحبوب في العالم، يمكن أن تكون لها توابع على الصعيد العالمي، ما يؤدي إلى المزيد من الارتفاع في أسعار الغذاء، وتعزيز فرص حدوث اضطرابات اجتماعية خارج حدود أوروبا الشرقية".
ثم تابعت الصحيفة في التقرير: "مع تصاعد التوترات، فإن التركيز ينصب على تأثير العقوبات الاقتصادية الغربية المتوقعة ضد روسيا على العالم، حيث تعتبر روسيا أحد أكبر مصدري البضائع الزراعية، الوقود، والمعادن، وبشكل خاص إلى الصين وأوروبا الغربية".
وأضافت: "إذا اتسع نطاق الأزمة إلى المرحلة التي سيتم خلالها فرض عقوبات كبيرة على روسيا، فإن تلك الضربة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وتفاقم الصعوبات التي تعاني منها بالفعل سلسلة الإمدادات العالمية، في ظل القيود على أسواق البضائع، ومن بينها الغاز الطبيعي، والمعادن مثل النيكل، النحاس، والبلاتين، والتي تستخدم في صناعة كل المنتجات، من السيارات إلى سفن الفضاء".
العالم يعاني أساسًا من التضخم... وأي حمل جديد قد يقصم ظهر البعير:
لفتت "واشنطن بوست" إلى أن "أي توغل روسي داخل أوكرانيا سيؤثر على تدفق البضائع من أوكرانيا، رابع أكبر مورد للقمح والذرة في العالم، وقد يتسبب في حدوث اضطراب كبير في الصادرات الأوكرانية، خاصة بالتزامن مع أي انقطاع في صادرات الحبوب الروسية الأوسع نطاقاً، ما سيؤدي بالتأكيد إلى تراكم دورة التضخم العالمية، التي تعد الأسوأ بالفعل في العديد من الدول منذ عقود".
وأردفت قائلة: "القلق الأكبر يتعلق بالوقود والطعام، فخلال العام الماضي، ارتفعت أسعار الغذاء على الصعيد العالمي بنسبة 28.1% لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ عقد، وفقاً لوكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة".
تأثيرات قد حدثت بالفعل:
تسببت المخاوف من اندلاع الحرب إلى ارتفاع عقود الذرة الأمريكية الآجلة إلى أعلى مستوياتها منذ حزيران/يونيو الماضي، وأدت أيضاً إلى ارتفاع أسعار القمح الآجل إلى أعلى مستوى لها منذ شهرين، قبل أن تتراجع مرة أخرى مؤخراً.
ونقلت الصحيفة عن محلل الزراعة والغذاء "أليكس سميث" قوله "إن التهديدات التي تلاحق القمح الأوكراني تمثل الخطر الأكبر على الأمن الغذائي العالمي، حيث يتضمن عملاء القمح كل من الصين والاتحاد الأوروبي، إلا أن العالم النامي سيكون المتضرر بشكل أكبر، في ظل اعتماده بشكل كبير للغاية على الواردات الأوكرانية".