كشف "بنك أوف أميركا"، عن توقعاته أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها لإطلاق عملتها الرقمية الخاصة (الدولار الرقمي)، على أن تظهر للنور بين عامي 2025 و2030.
وكتب الخبيران الاستراتيجيان "ألكش شاه" و "أندرو موس"، في تقرير تم نشره يوم الاثنين الماضي، أن العملات الرقمية المدعومة من الحكومة الأميركية، أو ما يعرف بـ العملات الرقمية للبنك المركزي، هي "تطور حتمي للعملات الإلكترونية اليوم".
كما توقع الخبيران، أن يتجه العالم إلى الاعتماد بشكل أكثر على العملات الرقمية الصادرة عن كيانات خاصة، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ".
بينما يرد آخرون على هذه النقطة بالانتقاد، لأن العملات الرقمية "وُجِدت لتكون لا مركزية"، واللامركزية هي التي أوصلتها إلى ما أصبحت عليه حاليًا، وإلا فلا فرق بينها وبين أي أداة مالية ذات قيمة نقدية أخرى.
وقالا: "نتوقع أن يزداد اعتماد العملة المستقرة واستخدامها للمدفوعات بشكل كبير خلال السنوات العديدة القادمة حيث تستكشف المؤسسات المالية حفظ الأصول الرقمية وحلول التداول، مع قيام شركات المدفوعات بدمج تقنية البلوكتشين في منصاتها".
تأتي هذه الأحداث على وقع انتهاء مناقشة مجلس الاحتياطي الفيدرالي لقضية تطوير عملته الرقمية الخاصة، حيث طرح ورقة من 35 صفحة الأسبوع الماضي، قائلًا إن الحديث عن عملة الدولار الرقمي كان مجرد خطوة أولى ولم يكن ينوي المضي قدماً دون دعم من البيت الأبيض والكونغرس.
وطلب بنك الاحتياطي الفيدرالي التعليق العام على هذه القضايا بحلول 20 مايو/ أيار.
ماذا يمكن أن نستفيد من الدولار الرقمي؟
يمكن أن يكون للدولار الرقمي مجموعة من الفوائد، مثل جعل المدفوعات عبر الحدود أرخص وأسرع. ومع ذلك، فقد أشار الفيدرالي إلى العديد من المخاطر الوارد حدوثها أيضاً، بما في ذلك التدفقات المحتملة على الشركات المالية وانخفاض حجم الودائع في النظام المصرفي.
لكن النقطة الأهم في وجود الدولار الرقمي لن تكون في مثل هذه الأمور، بل بدخول أكبر وأهم عملة في العالم إلى مجال البلوكتشين رسميًا، مما سيعني انتقال التعاملات المالية، وحتى تكنولوجيا حفظ البيانات العالمية إلى مستوى آخر جديد، بل عصر جديد في اقتصاد البشر.
ما هي تقنية البلوكتشين؟
دون الخوض في الجوانب الفنية الصعبة، تعتبر البلوك تشين قاعدة بيانات معقدة من الصعب اختراقها لأنه لا يتم تخزينها في مكان واحد.
وتعتبر العملات المشفرة وعلى رأسها بيتكوين هي أولى نتاج البلوك تشين، حيث يمكن تداول العملات المشفرة عبر وسطاء، وبالتالي فهي تتميز بالشفافية.
ويبني ذلك الثقة ويمكّن المستهلكين من التمتع بتعاملات مالية أكثر خصوصية وأمانًا، ولا مجال فيها للتلاعب أو الغش. حيث يتم تسجيل كل تغيير، مما يعني أنه لا يمكن لأي شخص الدخول وتحرير الإدخالات لتناسب غاياته الخاصة.
لكن استخدام هذه التقنية العبقرية لا يقتصر على الأمور المالية، وللتوضيح أكثر إليكم المثال التالي:
من عيوب النظام الصحي أن السجلات الطبية غالبًا ما تُفقد. كما أن نظام الحاسب الواحد للرعاية الصحية لا يتواصل مع الآخر، هذا إلى جانب الاحتيال في مجال الرعاية الصحية، بمعنى دفع فواتير للمرضى مقابل العناصر أو الخدمات التي لم يتلقوها أو دفعوا مقابل العلاجات التي لم يحتاجوها.
وتأتي هنا تقنية البلوك تشين التي تحمي سرية كل مريض، كما أنها تضمن عدم إمكانية اختفاء أي سجل، حيث يمكن تخزين سجلك الطبي بالكامل بشكل آمن ويسهل الوصول إليه (بإذن منك) أينما كان ذلك ضروريًا.
وتمثل البلوك تشين أداة حافظة للمعلومات يمكننا طرحها عبر أي صناعة تغرق في الأعمال الورقية، خاصة تلك التي لديها التزامات سرية.
مثال آخر: يستخدم المزارعون في إثيوبيا تقنية البلوك تشين لتتبع حبوب البن أثناء انتقالها من المزارع إلى محمصة التاجر. كما يمكن للمنتجين أيضًا استخدامها لمعرفة أوجه القصور.