سمعنا مؤخرًا عن تولي "باراج أرجوال" – البالغ من العمر 37 عامًا - منصب المدير التنفيذي لـ "تويتر" خلفًا لـ "جاك دورسي"، ليرتفع عدد المديرين التنفيذيين من أصول هندية الذين يديرون شركات عالمية.
ويقود الكثير من المديرين التنفيذيين من أصول هندية شركات تكنولوجية كبرى حول العالم منها "ألفابت/ جوجل" و"مايكروسوفت" و"تويتر" و "آدوبي".
ويمثل السكان المنحدرون من أصل هندي حوالي 1 في المئة فقط من إجمالي عدد سكان الولايات المتحدة، لكنهم يمثلون 6 في المئة من مجموع اليد العاملة في وادي السيليكون، ورغم ذلك، فهم يستحوذون على أهم المناصب، بشكل لا يتناسب مع عددهم، فلماذا؟
تدريب على العمل أشبه بالمصارعة:
يقول "ر. غوبالاكريشنان"، المدير التنفيذي السابق لشركة " Tata Sons "، والمؤلف المشارك لكتاب "The Made in India Manager" إنه "لا توجد دولة أخرى في العالم تدرب العديد من المواطنين بطريقة أشبه بالمصارعة كما تفعل الهند".
ويضيف، نقلاً عن الخبير الاستراتيجي الهندي الشهير "سي كيه براهالاد": "ينشأ الأشخاص ويدربون في الهند ليكونوا "مدراء بشكل طبيعي"، بدءاً من معاناتهم مع الحصول على شهادات ميلاد إلى استخراج شهادات وفاة الأهل، وبيروقراطية قبولهم في المدارس إلى حصولهم على وظائف، ناهيك عن معاناتهم مع البنية التحتية المتردية إلى القدرات غير الكافية".
وبعبارة أخرى، تجعلهم المنافسة والفوضى قادرين على التكيف مع المشكلات التي تعترضهم، مضيفاً أنهم غالباً ما يُمنحون الأولوية للأمور المهنية أكثر من التفاصيل الشخصية، وهو أمر مرغوب به في ثقافة المكاتب الأمريكية.
ويؤكد "غوبالاكريشنان" كلامه قائلًا: "هذه هي مميزات كبار القادة في أي مكان في العالم".
الأكثر ثراءً وتعليمًا في الولايات المتحدة:
يعد الرؤساء التنفيذيون لوادي السيليكون، الذين رأوا النور في الهند أيضاً جزءاً من مجموعة صغيرة قوامها أربعة ملايين، هم الأكثر ثراءً وتعليماً في الولايات المتحدة. حوالي مليون منهم من العلماء والمهندسين، وأكثر من 70 في المئة هم من أولئك الذين حصلوا على تأشيرات وتصاريح عمل صادرة عن حكومة الولايات المتحدة لمهندسي البرمجيات الهنود.
ومن أصل جميع المهندسين المولودين في الخارج في مدن مثل سياتل، يشكل الهنود 40 في المئة.
طبيعة المجتمع الهندي لها دور أيضًا:
تمنح طبيعة المجتمع الهندي المتنوع من حيث العادات والثقافات واللغات، المديرين الهنود القدرة على التعامل مع المواقف المعقدة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتوسيع نطاق المؤسسات، كما يقول رجل الأعمال الملياردير الهندي الأمريكي والرأسمالي الاستثماري "فينود خوسلا"، المؤسس المشارك لـ "صن ميكروسيستم".
وثمة أسباب أكثر وضوحا أيضاً؛ فحقيقة أن العديد من الهنود يمكنهم التحدث باللغة الإنجليزية يجعل من الاندماج في مجال التكنولوجيا الأمريكية المتنوعة أمرا هينا بالنسبة لهم.
وقد أدى تركيز التعليم الهندي على الرياضيات والعلوم إلى ازدهار صناعة البرمجيات، وتدريب الخريجين على المهارات المناسبة، التي تُدعم بشكل أكبر في أفضل كليات الهندسة أو الإدارة في الولايات المتحدة.
الحلم الهندي محل الحلم الأمريكي!
تقول "ساريثا راي"، التي تغطي أخبار التكنولوجيا في الهند لبلومبيرغ نيوز: "حلم شركة ناشئة مقرها الهند حل محل الحلم الأمريكي".
ويعتقد الخبراء أن ظهور الشركات الخاصة التي تصل قيمتها إلى ما يزيد على مليار دولار في الهند مؤخراً، يشير إلى أن البلاد بدأت في تأسيس شركات تكنولوجية كبرى. لكنهم يضيفون أنه من السابق لأوانه معرفة تأثيرها على العالم.
ويعزون ذلك إلى أن "النظام البيئي للشركات الناشئة في الهند حديث نسبياً، وقد ساعدت نماذج الهنود الناجحين في كل من ريادة الأعمال والمراتب التنفيذية كثيراً، لكن هذه القدوات تستغرق وقتاً في الانتشار".