سجل الريال الإيراني، عشية يوم أمسٍ الأربعاء، انهياراً جديداً أمام العملات الأجنبية في سوق الصرف، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي الواحد 293 ألف ريال إيراني، وهو أكبر انهيار تسجله العملة منذ وصول الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" إلى السلطة، وتشكيل حكومته في آب/أغسطس الماضي.
وذكر تقرير لموقع إذاعة "فردا" الإيراني أن "هذا هو أعلى مستوى لانهيار العملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية منذ بداية رئاسة إبراهيم رئيسي".
وأعلنت المواقع الإلكترونية الخاصة بإعلان أسعار الصرف في إيران، سعر الدولار الأمريكي بقيمة 293 ألف ريال إيراني، فيما بلغ سعر اليورو 327 ألف ريال، بينما كان سعر الجنيه الإسترليني 390 ألف ريال إيراني.
ويأتي ارتفاع أسعار العملات الأجنبية والذهب في إيران عشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعقد جولة جديدة من المحادثات حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الدولية اعتبارًا من الأسبوع المقبل في فيينا.
ونظرًا للاختلاف الكبير نسبيًا بين سعر عملة "البورصة الوطنية" وسعر عملة السوق الحرة (السوداء)، فقد شهدت مكاتب الصرافة الإيرانية طوابير طويلة لشراء العملة في الأسابيع الأخيرة.
ووفقا لخبراء اقتصاديين، فإن الانهيار الأخير لسعر صرف العملة الإيرانية، يرجع أكثر إلى التطورات السياسية وزيارة "رافائيل غروسي"، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى إيران، وكذلك بدء جولة جديدة من المفاوضات مع الحكومة الإيرانية.
ووفقًا لآراء المراقبين، فإنه بسبب المخاوف بشأن نتائج محادثات فيينا النووية، فقد اتجه الدولار نحو الارتفاع حيث قفز 4 آلاف ريال في يوم واحد.
وقال "رافائيل غروسي"، في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن زيارته لطهران يوم الأربعاء، إن محادثاته مع إيران بشأن الضمانات "غير مثمرة" رغم جهوده.
وفي إشارة إلى زيارته لطهران، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "إن إيران لم تعلق بعد على منشأ جزيئات اليورانيوم الموجودة في بعض المنشآت النووية".
وتحاول الحكومة الإيرانية إلغاء سعر الدولار الحكومي الذي أقرته حكومة الرئيس السابق حسن روحاني بقيمة 42 ألف ريال، من خلال تقديم مشروع قانون إلى البرلمان الإيراني.
ويزعم المسؤولون الحكوميون في إيران أن الغرض من مشروع القانون هو "تغيير المستفيدين من العملة الأجنبية (الدولار) المدعوم من الحكومة".