لأي شيء كانت الصين تستعد حين دعت شعبها لتخزين الغذاء؟

03/11/2021

قامت الصين، يوم الثلاثاء الماضي 2 تشرين الثاني، بإعلام مواطنيها بضرورة تخزين المواد الغذائية، في حين تقول صحيفة الحزب الشيوعي إنه لا يوجد سبب للقلق لكنها اعترفت بأن الإمدادات تعاني من النفاد. والغريب هنا أن نقص الإمدادات ينبغي أن يرافقه توصيات للتقشف والتقنين لا التخزين والتموين.

ولم تذكر وزارة التجارة الصينية تفشي فيروس كورونا أو عمليات الإغلاق المحتملة كسبب للناس من أجل تخزين المزيد من الإمدادات.

كل ذلك فتح الباب على مصراعيه للأنباء غير المؤكدة والإشاعات لكي تنتشر بهذا الخصوص، لكن تقريرًا لمجلة أمريكية صدر بشكل متزامن تقريبًا مع هذه الأنباء وضع إشارات استفهام أكبر حول الموضوع...

هل تستعد الصين للحرب؟

رأت مجلة "أتلانتيك" الأمريكية أن "الصين تجري الاستعدادات لحرب قريبة قد تشمل الولايات المتحدة"، موضحةً أن "مثل هذه الحرب قد تطول وتؤدي إلى نتائج مخيفة".

وأشارت المجلة، في تقريرٍ نشرته حديثًا، إلى أن "الصين تنظر إلى العشرينيات على أنها الفترة التي ستمتلك فيها حوافز قوية للاستيلاء على الأراضي المفقودة، وتفكيك التحالفات التي تسعى إلى كبح تقدمها".

واعتبر التقرير أنه "لدى بكين أطماعًا إقليمية كبيرة، بالإضافة إلى ثقافة استراتيجية تؤكد على الضرب أولاً، والضرب بقوة، عندما ترى أن المخاطر تتزايد".

وأوضح أنه إذا اندلع الصراع، فلا ينبغي للمسؤولين الأمريكيين أن يكونوا متفائلين بشأن الكيفية التي ستنتهي بها المواجهة، وقد يتطلب كبح أو عكس مسار العدوان الصيني في غرب المحيط الهادئ استخدامًا مكثفاً للقوة.

ولفت إلى أن الحزب الشيوعي الصيني، الذي يدرك دائماً شرعيته المحلية غير المستقرة، لن يرغب في الاعتراف بالهزيمة حتى لو فشل في تحقيق أهدافه الأولية.

وجاء في التقرير أيضًأ: "من الناحية التاريخية، فإن الحروب الحديثة بين القوى العظمى عادةً ما تطول أكثر مما ينبغي، كل هذا يشير إلى أن الحرب بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن تكون خطيرة بشكل لا يصدق وتشمل تصعيدًا خفيًا."

كما أعربت المجلة عن اعتقادها بأنه "يمكن للولايات المتحدة وحلفائها اتخاذ خطوات لردع الصين، مثل الإسراع بشكل كبير في الحصول على الأسلحة، ونشر الأصول العسكرية في مضيق تايوان وبحار الصين الشرقية والجنوبية، إلى جانب تحركات أخرى لإظهار قوتها الصارمة".

وتابعت: "في الوقت نفسه، فإن تعزيز الخطط المتعددة الأطراف، والتي تشمل اليابان وأستراليا وربما الهند وبريطانيا، للرد على العدوان الصيني، قد يجعل بكين تدرك مدى تكلفة هذا العدوان، وإذا أدركت الصين أنها لا تستطيع كسب صراع بسهولة أو بثمن بخس، فقد تكون أكثر حذراً بشأن بدء نزاع".

كما اعتبر التقرير أن "معظم هذه الخطوات ليست صعبة من الناحية التكنولوجية، خاصة وأنها تستغل القدرات المتوفرة اليوم"، مشددة على ضرورة حدوث ما وصفته بـ "تحول فكري لإدراك أن الولايات المتحدة وحلفائها بحاجة إلى إغلاق نوافذ الصين للفرص العسكرية بسرعة، ما يعني الاستعداد لحرب يمكن أن تبدأ في عام 2025 بدلاً من عام 2035، ما يتطلب درجة من الإرادة السياسية والعزيمة المفقودة حتى الآن"، على حد قولها.

وختمت المجلة تقريرها بالقول: "علامات التحذير من الصين بدأت تومض بالفعل باللون الأحمر، وفي الواقع فإن اعتبار وجهة النظر بشأن الأسباب والظروف التي تقرر فيها الصين الحرب هو المفتاح لفهم مدى قصر الوقت الذي أصبحت عليه أمريكا والدول الأخرى في مسار بكين ونصب عينيها".

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: