نشر معهد "تريدينغ إيكونوميست" الدولي قائمة التضخم لدول العالم، وجاءت من بين الدول العربية، كل من السودان ولبنان وسوريا في قائمة أكثر 10 دول تأثرًا بالتضخم، حيث احتلت فنزويلا المركز الأول وتلتها مباشرةً السودان ثم لبنان ثم سوريا.
واحتلت إيران الغنية بثرواتها الطبيعية خاصةً في قطاع النفط والغاز، مكانًا بقائمة الدول العشر الأكثر تضخما، وكتبت صحيفة خراسان الناطقة بالفارسية في هذا الصدد: "تظهر الدراسات الأخيرة لمعهد "تريدينغ إيكونوميست" أن إيران في قائمة 10 دول ذات أعلى معدل لنمو الأسعار والتضخم في العالم، حيث تحتل المرتبة الثامنة بين 186 دولة من حيث معدلات التضخم المرتفعة.
وبحسب مركز الإحصاء الإيراني فإن معدل التضخم في مجال المواد الغذائية ارتفع بشكل حاد في الآونة الأخيرة، حيث بلغ متوسط معدل التضخم أكثر من 60% على هذا الصعيد، في حين أن إيران تعتبر من الدول الغنية بالنفط وثاني أكبر مصدر للغاز في العالم.
وقال رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيراني تعليقًا على ذلك: "بسبب عجز الميزانية وعدم تنفيذ المشاريع، وقع "استحداث النقود" بلا قيود، مما أدى إلى ارتفاع التضخم ونتيجة لذلك انخفض المستوى المعيشي للناس".
وفي السنوات الأخيرة، شهدت الاقتصاد الإيراني طباعة كميات مهولة من الأوراق النقدية، وذلك بسبب عجز الميزانية والفشل في تنفيذ المشاريع، مما فرض التضخم المفرط على الاقتصاد وأدى إلى انخفاض مستويات المعيشة. حيث في المناطق الفقيرة في البلاد، تكون الزيادة في أسعار السلع أعلى من المتوسط الوطني، في حين أن الدخل في هذه المناطق متدني جدا.
الجدير بالذكر أن عملية طباعة النقود يجب أن تتم العملية من قبل البنوك المركزية، وكل وحدة نقدية مطبوعة لا بدّ أن يضمنها رصيد من احتياطي النقد الأجنبي أو رصيد من الذهب، أو سلع وخدمات حقيقية تمّ إنتاجها في المجتمع، حتى تكون النقود ذات قيمة حقيقية وليست مجرد أوراق مطبوعة.
بالانتقال إلى فنزويلا، فهي من التضخم المفرط منذ عام 2016، خاصة مع انخفاض حاد في أسعار النفط من جهة والعقوبات الأميركية والسياسات الاقتصادية الخاطئة من جهة أخرى، وقدر معدل التضخم في فنزويلا من 2018 إلى 2019 بأكثر من 60 ألف بالمائة، لينخفض في العام الماضي لنحو 3000%، ليصنف بذلك البلد كصاحب أعلى معدل تضخم في العالم، بفاصل كبير بينه وبين سائر دول العالم.
أما بالنسبة للسودان، فقد ارتفع معدل التضخم في هذا البلد، العام الماضي ليبلغ 400%، لكن مع ذلك، فقد انخفض معدل التضخم هذا الشهر إلى 300%، وشهد السودان تراجعا بنسبة 80% في عائدات النفط منذ انفصال جنوب السودان.
وطالما استشهد العالم بزيمبابوي كمثال على البلدان التي تعاني من التضخم المفرط في العالم، ويبلغ معدل التضخم في هذا البلاد حاليا حوالي 200%، مما يعني أن متوسط سعر السلع في هذا البلد قد تضاعف ثلاث مرات في عام واحد.
والبلد العربي الأبرز في قائمة التضخم المفرط هو لبنان، الذي لم يشهد منذ الحرب الأهلية في الماضي ما يشهده اليوم، بدايةً من سلسلة أزمات داخلية تتعلق بأسعار العملة وصولًا إلى الانفجار في ميناء بيروت والعقوبات وعدم الاستقرار السياسي، فقد أدخلت هذه الأمور في مجملها اقتصاد البلاد في موقف صعب ودفعت معدل التضخم إلى الارتفاع.
وتحتل دولة صغيرة واقعة في أميركا الجنوبية المرتبة الخامسة بعد سوريا وهي سورينام بتضخم بلغ حوالي 64٪.