ينظر الكثير من الناس إلى الهجرة من أجل العمل على أنها مفتاح أو حل سحري لكافة مشاكلهم، خصوصًا المالية منها. لكن هذا التفكير أحادي الجانب كثيرًا ما يوقعهم بمشاكل ويورطهم بما لا تحمد عقباه.
في الواقع، حينما يتعلق الأمر بالهجرة لأجل العمل فهناك حالات يكون بها العمل خارجًا فكرة جيدة بالفعل، لكنك تحتاج إلى وضع عدة أمور بعين الاعتبار، والمشكلة أن هذه الأمور غالبًا لا يدركها الناس إلا بعد التورط والسفر. لكننا هنا سنستعرض عليكم أهم ما يجب معرفته في هذا الموضوع...
أولًا: قوانين البلد الجديدة
لا تتوقع أن الدولة التي ستهاجر إليها ستجد بها نفس مبادئ وظروف العمل في بلدك الأم، بل كن مستعدًا للبدء من الصفر وإهدار الوقت في تعلم الكثير من الأمور والقوانين والإجراءات التي لن ترغب في إهمالها لكيلا تجد نفسك في مواقف سيئة.
ننصحك قبل الهجرة إلى أي مكان بدراسة قوانين ومبادئ سوق العمل فيه بشكل دقيق، ولا بد من التواصل مع الأصدقاء أو المعارف وعمل استقصاء دقيق بخصوص العمل الذي تخطط له في ذلك البلد.
ثانيًا: هاجس اللغة وعادات الناس
يشكّل هاجس اللغة مشكلة لا يمكن التغاضي عنها عند السفر إلى أي بلد أجنبي، بل أنها قد تكون عائق كبير في وجهك أحيانًا. على سبيل المثال، تتطلب العديد من الأعمال أن يتقن صاحبها اللغة بشكل مشابه أو قريب لما يفعل أهل المنطقة الأصليين، وإلا سيجد نفسه بمعزل عن عدد كبير من فرص العمل والوظائف.
أمر آخر هو عادات الناس، فأنت معتاد في بلدك الأم على نمط معين من التعامل والعادات حينما يتعلق الأمر بالمال والأعمال، لكنك ستفاجئ في المهجر بعادات جديدة قد تخالف مبادئك، أو قد تمتلك بنفسك عادات معينة تزعج أهل البلد.
ثالثًا: إذا كنت ترغب بالاستفادة من شهادتك أو علمك
تعتبر الشهادة والعلم من أساسيات العمل في كثير من المجالات، لكن الخبر السيء هنا أن العديد من الدول في الخارج لا تعترف بالشهادات الأجنبية ولا تتيح فرص العمل لأصحابها إلا بعد سلسلة طويلة من الإجراءات المملة التي قد لا تكلل بالنجاح في بعض الأحيان.
لذلك يجب عليك دراسة هذا الأمر جيدًا والتحقق من الآلية التي ستعاملك بها حكومة بلد المهجر كخريج يحمل شهادة أجنبية.
أما الخبر الجيد، فهو أن الدول المتقدمة تحترم الخبرات والمؤهلات المميزة، وإذا استطعت بالفعل فرض نفسك وإظهار علمك وخبرتك فستتمكن من الحصول على مبتغاك بشكلٍ أو بآخر.
رابعًا: أمور يجب أن تكون مستعدًا لها
- كن مستعدًا للبدء من الصفر، فكل الخبرات والتجارب والعلاقات التي حصلت عليها في بلدك الأم ستفقدها. الأمر أشبه أحيانًا بأن تولد من جديد وتتعلم كل شيء مرة أخرى.
- 2- إذا كنت مهاجرًا من بلد ذو وضع اقتصادي سيء فتوقع أن كل مدخراتك التي جمعتها طوال سنوات قد تكون عبارة عن مصروف شهر في بلد آخر.
- لا تتوقع أن تستقبلك الشركات الراقية وتحصل على الأموال الطائلة منذ البداية؛ في الواقع إن أكثر الوظائف المتوفرة للأجانب في دول المهجر غالبًا ما تكون هي الوظائف التي لا يحبذ أهل البلد عملها.
- يجب أن تحدد هدفك منذ أول يوم: هل أنت هنا للعمل وجمع المال ومن ثم العودة للوطن؛ أم أنك تخطط للاستقرار أنت وعائلتك وربما أحفادك هنا؟ الإجابة عن هذا السؤال هي ما سترسم طريقك وتنقذك من التشتت والغموض.
في النهاية... هل الهجرة فكرة جيدة؟
الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على الوضع الذي تجد نفسك فيه: هل أنت مستقر ماليًا في بلدك الأم وستهاجر للحصول على امتيازات إضافية، أم أنك تعيش ضمن وضع غامض وضبابي ولا تجد لنفسك وعائلتك مستقبلًا في هذا المكان؟
لو كنت ممن تنطبق عليهم الحالة الأولى، فالهجرة هي قرار خطير لا ينبغي التعجل باتخاذه، أم في الحالة الثانية فقد تكون الهجرة هي بالفعل فكرة صائبة لو أمكن ذلك.
انا اول من يهاجر
ولكن ما حال الهجرة القسرية كما حدث في البلدان المنكوبة وكان الهدف إخلاء البلاد من أهلها الأصليين وتغيير ديمغرافي كما حصل في سورية بالأخص وغيرها من الدول العربية التي تتمتع بحكام استبداديين لا يهمهم سوى المحافظة على كرسي الحكم دون مبالاة بمصير الشعب مات قتل هجر ضاعت ممتلكاته التي هي شقاء عمره الذي فناه لعيش مكرما” في بلده ينعم بخيراتها ويتنفس هواءها.