كانت أزمة نقص أشباه الموصلات مسبب أرق لشركات العالم خلال المرحلة الماضية، وقد سمعنا كثيرًا عن الضرر الذي تلقاه قطاع السيارات نتيجة هذه الأزمة. لكن الأزمة ضربت الآن سوق الهواتف الذكية بكل معنى الكلمة.
في الواقع إن هذه المكونات دقيقة الحجم أساسية لمجالات صناعية مختلفة؛ إذ تدخل في صناعة العديد من الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والحواسيب ومشغّلات ألعاب الفيديو والسيارات، ولا سيما لوحات التحكم فيها، والطائرات والشبكات المعلوماتية والهاتفية وغيرها.
صناعة الهواتف بأكملها قد تضررت:
يظهر تقرير جديد تقرير لمؤسسة "كاونتر بوينت"، أن صناعة الهواتف الذكية بأكملها تتضرر، لكن شركة واحدة كانت أكثر مرونة لتجاوز الأزمة.
ومع تخفيف إجراءات الطوارئ التي كانت متخذة بسبب الجائحة، لا يبدو أن أرقام المبيعات في مجال الهواتف الذكية تسير وفق المتوقع ولا تشهد انتعاشا كبيرا بعد الإغلاقات المتتالية.
ويؤكد التقرير أن هذا النقص يعود بشكل مباشر لعدم قدرة العرض على مواكبة الطلب، إذ أن "بعض مصنعي المعدات الأصلية للهواتف الذكية والبائعين يقولون إنهم تلقوا 80% فقط من الكميات المطلوبة من المكونات الرئيسية خلال الربع الثاني من العام".
وأضافت المؤسسة أنه يبدو أن الأمور تزداد سوءًا في الربع الثالث، حيث حصل بعض البائعين على 70% فقط، بحسب ما نقلته مجلة "تومس غايد" (tomsguide).
الألم لا يتوزع بالتساوي:
أشار التقرير إلى أن 90% من الصناعة تتأثر، لكن الألم لا يتوزع بالتساوي. حيث يؤكد "توم كانغ" مدير الأبحاث في كاونتر بوينت أن "نقص أشباه الموصلات يؤثر على جميع العلامات التجارية في النظم البيئية"، وهو يفحص أسماء كبار المتضررين مثل سامسونغ و"أوبو" (Oppo) و"شاومي" (Xiaomi).
ومع ذلك، كانت هناك شركة واحدة تبدو أكثر حصانة من غيرها، وقال كانغ: يبدو أن شركة "آبل" (Apple) هي الأكثر مرونة والأقل تضررًا من حالة النقص.
لكن حتى شركة آبل كانت قد حذرت من أن المخزون قد لا يتدفق بسلاسة كما هي الحال في الأوقات العادية.
وحتى الآن، كما تشير أبحاث كاونتر بوينت، لا يبدو أن نقص "آيفون 13" يعد مشكلة كبيرة، لكن الشركات الأخرى لم يحالفها الحظ مثل آبل.
التجار والباعة يعانون:
أكدت مراكز بحثية أخرى، أن الباعة والتجار كانوا يعانون بشكل خاص للاحتفاظ بمخزون هواتف سامسونغ و"وان بلوس" (OnePlus) متوسطة المدى، واضطرت غوغل إلى جعل إطلاق جهازها "بسكل 5 إيه" (Pixel 5a) مقتصرًا على منطقتين فقط هما الولايات المتحدة واليابان.
في هذه الأثناء، أصبح مصير جهاز "سامسونغ غلاكسي إس 21 إف إي" (Samsung Galaxy S21 FE) -الذي كان يخشى إلغاء إنتاجه مرة أخرى بسبب نقص الرقائق- موضع شك كبير مرة أخرى هو الآخر.
وقد تعني أزمة الرقائق المستمرة أن مصنعي الهواتف يجب أن يكونوا أكثر انتقائية في الهواتف التي يعطونها الأولوية على المدى القصير إلى المتوسط.